أثارت الوعود بتقديم تبرعات طائلة، بلغت مئات الملايين من اليوروهات، لترميم كاتدرائية «نوتردام» التاريخية، جدلا كبيرا في فرنسا، لما تشهده البلاد من احتجاجات مستمرة منذ أشهر، تقودها «السترات الصفراء».

وقال فيليب مارتينيز، الأمين العام للاتحاد العمالي: «إذا كانوا قادرين على منح عشرات الملايين لترميم كاتدرائية نوتردام، فليكفوا عن القول لنا إنه ليس هناك مال لمعالجة الحالة الاجتماعية الطارئة»

VIDEO. Près d'un milliard de dons pour Notre-Dame : "L'argent ne ruisselle pas pour tout", regrette Philippe Martinez https://t.co/WAfWuwPvCn pic.twitter.com/1Lje5hRvGq

— franceinfo (@franceinfo) April 17, 2019

وعبرت إنغريد لوفاسور، وهي واحدة من أبرز وجوه حركة «السترات الصفراء»، عن أملها في العودة إلى الواقع، ومؤكدة استنكارها لـ «وقوف المجموعات الكبرى متفرجة أمام البؤس الاجتماعي، فيما تثبت قدرتها على الحشد في ليلة واحدة مبلغا هائلا لصالح كاتدرائية نوتردام».

Événement tragique, un si beau monument ! Une pensée à mes collègues de la #bspp qui sont en train d'oeuvrer avec professionnalisme et courage !! pic.twitter.com/OJ7zldMTwl

— Ingrid Levavasseur (@IngridLevavass1) April 15, 2019

وتشهد فرنسا، احتجاجات متواصلة منذ 17 نوفمبر الماضي، يقودها حراك «السترات الصفراء»، للتنديد بارتفاع تكاليف المعيشة، وسياسات الرئيس إيمانويل ماكرون، الذي يتهمه المحتجون بـ «العجرفة» و«التكبر»، ويدعونه للاستماع إلى مطالبهم.

وعقب الحادث المأساوي، للمعلم التاريخي البارز، قال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون: “لقد احترق شيء منا، لقد احترقت ثمانية قرون من التاريخ”، وتعهد الرئيس الفرنسي بإعادة بناء الكاتدرائية وأعلن أنه “سيطلق اعتبارا من الثلاثاء حملة تبرعات وطنية لإعادة بناء الكاتدرائية”.

Cette cathédrale Notre-Dame, nous la rebâtirons. Tous ensemble. C’est une part de notre destin français. Je m’y engage : dès demain une souscription nationale sera lancée, et bien au-delà de nos frontières.

— Emmanuel Macron (@EmmanuelMacron) April 15, 2019

وسارع أصحاب الثروات الطائلة والشركات الضخمة، لتقديم الوعود بالتبرع لتمويل أعمال ترميم الكاتدرائية، بداية من عائلة بينو التي وعدت بتقديم 100 مليون يورو، ثم تلتها مجموعة “أل أم في إتش“، وعائلة أرنو، صاحبة الثروة الأكبر في فرنسا، مع وعد بتقديم 200 مليون يورو، ثم عائلة بيتانكور – مييرز ومجموعة “لوريال” 200 مليون يورو، كما أعلنت مجموعة “توتال” من جهتها، تقديم 100 مليون يورو.

"In the wake of this national tragedy, the Arnault family and the LVMH Group pledge their support for #NotreDame. They will donate a total of 200 million euros to the fund for reconstruction of this architectural work, which is an integral part of the history of France." pic.twitter.com/utvJT8xJht

— LVMH (@LVMH) April 16, 2019

وبحسب قانون فرنسي صادر عام 2003، فإن جزءا من هذه المبالغ التي وعد بها الواهبين، مصدره الأموال العامة، لما ينص عليه هذا القانون، من إمكانية أن تقتطع الشركات التي تستثمر في الأنشطة الثقافية 60% من نفقاتها لصالح هذا النوع من الأعمال.

ولمواجهة هذه الانتقادات، أعلن رئيس الوزراء الفرنسي، إدوارد فيليب، الأربعاء، تقليصا نسبته 75% للمبالغ التي تصل إلى ألف يورو و66% للمبالغ الأعلى، من الهبات المقدمة من أفراد لترميم الكاتدرائية.

Nous avons opté pour un système incitatif qui s’adressera au plus grand nombre : les Français qui effectueront un don pour la reconstruction de #NotreDame bénéficieront d’une réduction majorée de leur impôt sur le revenu, de 75% jusqu’à 1000 euros et de 66% au-delà de 1000 euros.

— Edouard Philippe (@EPhilippePM) April 17, 2019

من جانبها، قدمت مؤسسة الأب بيار، وهي واحدة من أبرز وجوه العمل الخيري في فرنسا في العقود الماضية، الشكر لكل المتبرعين لترميم الكاتدرائية، داعية إياهم، لتقديم 1٫% من تلك التبرعات للفقراء، وذلك في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، كتبت فيها: «400 مليون يورو لترميم نوتردام. شكرا، كيرينغ، وتوتال، وأل في أم إتش، على سخائكم فنحن متعلقون جدا بالمكان الذي شيع فيه الأب بيار، لكننا متمسكون بشدة أيضا بكفاحه.. سنكون في قمة السعادة إذا ما قررتم تقديم 1% إضافية من هذا المبلغ للفقراء»

400 millions pour #NotreDame, merci @KeringGroup @TotalPress @LVMH pour votre générosité : nous sommes très attachés au lieu des funérailles de l'abbé Pierre. Mais nous sommes également très attachés à son combat. Si vous pouviez abonder 1% pour les démunis, nous serions comblés.

— FondationAbbéPierre (@Abbe_Pierre) April 16, 2019

وتسبب حريق هائل، اندلع الإثنين الماضي، في دمار واسع في كاتدرائية «نوتردام» التاريخية، وسط العاصمة الفرنسية «باريس».

وأوضح المتحدث باسم الكاتدرائية، أن «سقف الكاتدرائية احترق كليًا» وانهار إثر تآكله من قبل النيران.