شهدت أسواق العاصمة الليبية “طرابلس” حالة من الهلع، اليوم الخميس، وظهرت طوابير طويلة أمام محطات البنزين، مع حدوث قفزات جديدة في سعر الدينار الليبي مقابل الدولار في السوق السوداء، بعد تهديدات خليفة حفتر، باقتحام المدينة.
ووجه خليفة حفتر، في رسالة صوتية اليوم الخميس، قواته بـ “التقدم” نحو العاصمة طرابلس، مقر حكومة الوفاق الوطني، التي يرأسها فايز السراج. وقال حفتر في هذه الرسالة، التي بثت على صفحة المكتب الإعلامي لقواته على موقع فيسبوك، “دقت الساعة وآن الأوان”.
كلمة القائد العام للقوات المسلحة
Publiée par عملية الكرامة sur Jeudi 4 avril 2019
في مقابل هذا، أعلنت فصائل ليبية من مدينة مصراتة، موالية لحكومة الوفاق الوطني، استعدادها للتصدي لتقدم القوات الموالية لحفتر التي تسيطر على شرق ليبيا. وطلبت الفصائل من رئيس حكومة الوفاق فايز السراج “إعطاء أوامر العمليات فورا ودون تأخير لمواجهة هذا المتمرد” في إشارة إلى حفتر.
وفي طرابلس نفسها، أعلنت وزارة الداخلية في حكومة السراج “رفع حالة الطوارئ إلى الدرجة القصوى“، وأمرت “كافة الأجهزة والوحدات الأمنية بالتصدي بقوة وشدة لأي محاولات تهدد أمن العاصمة طرابلس“.
وسيطرت قوات حفتر على مدينة غريان الواقعة على بعد نحو 100 كيلومتر جنوبي العاصمة طرابلس اليوم الخميس لتصعّد صراعها مع الحكومة الليبية المعترف بها دولياً إلى مستوى جديد ينذر بالخطر.
وكانت قوات حفتر، قالت في وقت متأخر من مساء أمس إنها تعد لهجوم بهدف “تطهير غرب” ليبيا وضمنه العاصمة طرابلس “من الإرهابيين والمرتزقة“، حسب وصفها. وترافق هذا الإعلان مع تحرك لقوات حفتر في اتجاه غرب البلاد.
وفي أول رد له قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إنه لا يوجد حل عسكري للصراع في ليبيا، وذلك بعدما أمر حفتر قواته بالتحرك صوب طرابلس. وأضاف غوتيريش في مجمع الأمم المتحدة في طرابلس “أود أن أوجه نداء قوياً لوقف… التصعيد”.
وكشف البنك الدولي الثلاثاء الماضي، أن معدل نموّ الاقتصاد الليبي تراجع العام الماضي إلى 7.8%، بعدما سجل نمواً قياسياً عام 2017 بلغ 26.7%، وذلك في أعقاب 4 سنوات من الركود بين عامَي 2013 و2016.
وذكر البنك الدولي أن رسوم بيع النقد الأجنبي البالغة 183%، ساهمت في الحدّ من المضاربة والتهريب، والحدّ من الضغوط على الأسعار في ليبيا، منذ أن فرضها المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني في سبتمبر من العام الماضي.