مقالًا في صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية، يتحدث ويناقش عما إذا كانت هزيمة «تنظيم الدولة» تعني نهاية فكرة الجهادية أم لا.
ويقول صاحب المقال «ديفيد غاردنر»، الذي ترجمته «عربي 21»، إن مقاتلي التحالف الدولي بقيادة أميركا، سينهون قريبًا على «تنظيم الدولة» الذي سيطر في ذروة حكمه على ثلث العراق وسوريا، مشيرًا إلى أنه سيخسر بلدة «باغوز»، وهي آخر معقل له في سوريا والعراق.
و«الباغوز» السورية، تقع في منطقة وادي الفرات، بمحافظة «دير الزور» قرب الحدود السورية مع العراق.
وانتقل الكاتب «غاردنر» إلى دول الغرب قائلًا إن: «الوقت قد حان لتعيد الدول الغربية النظر في سياساتها الخارجية، فلن يمضي الوقت قبل أن تظهر سلالة ضارية لو استمر الغرب في نهب الشرق الأوسط، فأول موجه للجهادية الحديثة ظهرت في نهاية الحرب الباردة».
ويذكر كاتب المقال بالصحيفة البريطانية، إن: «الغزو الغربي والاحتلال فكك المنطقة، ودفع الشيعة إلى السلطة في العراق، بشكل قاد إلى الحرب الطائفية التي لم تنته بعد».
ويقول «غاردنر» إن: «مستقبل المنطقة أصبح رهن حروب بالوكالة، التي تدعمها إيران الشيعية والسعودية السنية، والمواجهة بين إيران ودولة الاحتلال الإسرائيلي، التي زاد من خطرها الرئيس الأميركي دونالد ترامب».
ويعلق الكاتب قائلًا إن: «الحرب في العراق كانت عملية متهورة، وتم إنقاذ جزء من الشرف الأميركي في عملية زيادة عدد الجنود عام 2007 – 2009، حيث قامت الولايات المتحدة بالتحالف مع جماعات الصحوة بقمع فرع تنظيم القاعدة في العراق، والذي خرج من رماد الحرب في سوريا وعاد للعراق وأعلن فيه دولة، ألغت الحدود بين البلدين عام 2014».
ويقول «غاردنر» أيضاً: «يجب أن نتذكر أن الجهاديين استطاعوا عمل هذا بأقل من عشر ما يتوفر لديهم الآن، وبدأوا هجماتهم على الأنبار ونينوى في غرب العراق ووسطه، وهي المنطقة التي ظهروا منها عام 2003، وتجمعوا فيها مرة أخرى عام 2014».
ويختم الكاتب مقاله بالإشارة إلى ما قام به نظام الأسد في مدينة «درعا»، التي شهدت ولادة الثورة السورية قبل ثمانية أعوام، حيث نصب تمثالًا برونزيا لوالده «حافظ الأسد»، وهذا يعكس بالضرورة الهيمنة الكاملة لعائلة الأسد، وهذه هدية أخرى من الجهادية».