تباين خيم على موقفي الحكومة المصرية والمعارضة في الاحتفاء بمرور 100 عام على “ثورة 1919″، التي خرجت ضد الاحتلال البريطاني للبلاد آنذاك، وانتهت بإعادة إعلان دستور للبلاد في عام 1923.
فبينما تذكرت الحكومة ومؤيدوها، الثورة بالصور واللقطات التلفزيونية، طالب معارضون بإحياء “ثورة 19” في نفوس المصريين، والاستفادة منها في رفض أية تعديلات على الدستور الحالي.
ومنتصف فراير/شباط الماضي، وافق مجلس النواب المصري (البرلمان) مبدئيا بأغلبية أعضائه على طلب تعديل بعض مواد الدستور، بينها مد فترة الرئاسة إلى 6 سنوات بدلا من 4، ورفع الحظر عن ترشح الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، لولايات رئاسية جديدة.
ونشر مركز معلومات مجلس الوزراء التابع للحكومة إنفوغرافًا، السبت، حول ذكرى مرور 100 عام على ثورة 19، قائلا إنها “أول ثورة شعبية في إفريقيا والشرق الأوسط استلهمت وقودها من شعار الهلال مع الصليب (المسلمين والمسيحيين) كرمز للوحدة بين أبناء الأمة”.
وفي 9 مارس 1919 اندلعت في جميع ربوع مصر، احتجاجات حاشدة ضد سياسة الاحتلال البريطاني وإلغائه دستور البلاد الصادر عام 1982، اتحد فيها كافة أبناء الشعب، في مظهر كان حديثا على البلاد حينها.
من جانبها، أصدرت مكتبة الإسكندرية (أكبر المكاتب الحكومية بالبلاد) عددا تذكاريا من مجلة “ذاكرة مصر” التى تصدر ربع سنوية عنها، احتفاء بمئوية ثورة 19، متضمنا كثير من الصور والوثائق والقراءات الخاصة لكبار الكتاب عن مئويتها.
بينما أقام حزب الوفد الليبرالي (أسسه سعد زغلول/ الرمز الأبرز لتلك الثورة)، السبت، معرض صور تذكارية بالمقر الرئيسى للحزب غربي العاصمة، عرض خلاله أعمالا عن الشخصيات العامة والنخبة السياسية والجمهور إبان الثورة.
كما احتفت عدة قنوات تلفزيونية ومواقع إخبارية محلية بالذكرى المئوية للثورة، عبر سرد أبرز وقائعها، وتفاصيل الانتفاضة الشعبية التي وحدت المصريين.
أمّا قوى المعارضة فربطت بين أهداف ثورة 19، والمطالب الحالية برفض تعديل الدستور.
وقال المعارض المصري محمد محسوب عبر حسابه بـ”تويتر” السبت: “بعد 100 سنة على ثورة 1919(..) لازالت معركة الشعب المصري هي فرض دستور يخضع له الحاكم ولا يتبدل وفق أهواء كل حاكم”.
وعبر توتير أيضا، غرد المعارض المصري أيمن نور، تحت هاشتاغ #١٠٠_سنة_ثورة، “أدعوكم لموجة ثورية جديدة ودستور عادل”، معلنا رفضه تعديل الدستور.
ودعا في كلمة متلفزة بمناسبة المئوية المصريين بكافة أطيافهم إلى التوحد، قائلا: “منذ 100 سنة، خرج هذا الشعب بثورة كان شعارها: الاستقلال والدستور”.
وأضاف: “الاستقلال الثانى لمصر، هو أن تتحرر من مظاهر جمهورية الخوف والذل والفقر والفساد بكافة صوره وأشكاله”، داعيا لرفض “التعديلات الكارثية التى سيجريها (الرئيس المصري عبد الفتاح) السيسى على دستور نرفضه”.
وبدأت أحداث ثورة 19 بقيام الطلبة بمظاهرات واحتجاجات في أرجاء البلاد، وتصدت القوات البريطانية للمتظاهرين بإطلاق الرصاص عليهم، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.
وتواصلت أحداث الثورة وآثارها السياسية لاحقا، وبدأت نتائجها الحقيقية تتبلور عام 1923 بإعادة إعلان دستور للبلاد وتشكيل البرلمان.