انتقدت صحيفة «دويتشه فيله» تعامل الغرب مع النظام المصري في ظل الانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان التي يقوم بها، وكشفت الصحيفة عن ازدواجية غربية في التعامل مع ملف حقوق الإنسان في العالم العربي، وفق ما كتبه الصحفي «راينار هيرمان» في مقاله.
وقال الكاتب إن السعودية بها 2600 معتقل سياسي، بينما يوجد في مصر أكثر من 60 ألف معتقل لأسباب سياسية، معظمهم من الناشطين وشخصيات معارضة، مشيرًا إلى أنه كما تورط النظام السعودي بقتل الصحفي جمال خاشقجي، فإن النظام المصري قام بقتل الآلاف من المعارضين في الشوارع و السجون و بإعدامات مسيسة.
لكن بالمقابل تركز الدول الأوروبية انتقاداتها على محمد بن سلمان والنظام السعودي، وتتجنب الحديث عن انتهاكات السيسي في مصر على طريقة التعبير الشهير: «وفاة رجل واحد هو مأساة، وموت الملايين هو إحصائية».
وقد جمدت الحكومة الألمانية صادرات الأسلحة، بما فيها تلك التي تمت الموافقة عليها في السابق، إلى المملكة العربية السعودية بينما تتدفق الأسلحة دون هوادة إلى مصر.
وتساءل الكاتب عن تجنب زعماء الغرب «محمد بن سلمان» بعد مقتل خاشقجي، لكنهم استجابوا إلى دعوة السيسي الذي يفتك بشعبه وحضروا اجتماع بين جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي في شرم الشيخ، ولذلك الضغط على السعودية مبرر تمامًا وضروري بعد جريمة قتل خاشقجي، إذا كانت الحكومة الألمانية ترغب في الحفاظ على مصداقيتها، لكن لماذا هذا التعامل مع مصر مختلف؟.
وأشار الصحفي الألماني إلى أنه في الوقت الذي تتم فيه مهاجمة النظام السعودي بسبب الحرب في اليمن، ومقتل خاشقجي، والتأكيد على أن التنظيمات المتشددة التي انتشرت في كثير من العالم الإسلامي هي صادرات سعودية، يتم التغافل عن الوضع في مصر والترويج للسياحة بها وهذا مؤشر ايجابي للسيسي.
وكشف أن الاتحاد الأوروبي يحتاج إلى السيسي لمنع تدفق اللاجئين الأفارقة القادمين إلى أوروبا عبر البحر المتوسط، ولهذا يحصل السيسي باعتراف سياسي ومساعدات اقتصادية كبيرة من الغرب، على النقيض من هذا لا يتدفق لاجئون من شبه الجزيرة العربية إلى أوروبا، وبالتالي يمكن الضغط على السعودية لأنها لا تمثل خطر الهجرة على أوروبا.
واختتم الصحفي مقاله، قائلاً أن الغرب لا يفهم ما يحدث في مصر، ويتجاهل الحقيقة العمياء حول إمكانية أن تصبح مصر نفسها مصدرا للاجئين، بسبب القمع في البلاد والبطالة الكبيرة، بالتزامن مع احتمالية هروب الشباب المصري إلى أوروبا، حتى ولو انتقدت ألمانيا مصر بسبب سجلها المخزي في مجال حقوق الإنسان، لكن مثل هذا الإنذار لم يلق آذانا صاغية، من دون عواقب.