كشف تقرير أصدره، برنامج حرية تعبير العمال والحركات الاجتماعية، التابع للشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، اليوم الأربعاء، أن الانتحار هربا من الظروف المعيشية كان أكثر الوسائل الاحتجاجية التي لجأ لها المصريين خلال شهر فبراير 2019 ، طبقا للمؤشر الشهري للاحتجاجات العمالية واﻻجتماعية في مصر.
الانتحار اولى وسائل المصريين الاحتجاجية، هربا من الازمات الاجتماعية والاقتصادية، 16 حالة انتحار خلال شهر فبراير 2019https://goo.gl/M9RcCM
Publiée par الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان sur Mercredi 6 mars 2019
وجاء الشنق كأولى وسائل الانتحار ، بنحو 7حالات ، فيما جاء القفز من أماكن مرتفعة في المرتبة الثانية بنحو 4 حالات.
وقال البرنامج إنه رصد 46 احتجاج اجتماعي وعمالي خلال شهر فبراير، بينها 18 احتجاجاً عماليا ومهنياً، إلى جانب 28 احتجاجاً اجتماعياً، تضم 16 حالة انتحار أو محاولة انتحار هربا من الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي يعانيها المصريين.
أما عن التوزيع الجغرافي للاحتجاجات ، فقد تصدرت محافظة القاهرة الاحتجاجات العمالية والاجتماعية بنحو 13 احتجاج، تليها الجيزة بنحو 6 احتجاجات.
وفيما يخص التوزيع القطاعي لاحتجاجات شهر فبراير فقد تصدر قطاع الغزل والنسيج كافة القطاعات العمالية والمهنية، ثم تلاه قطاع النقل والمواصلات، بينما جاءت قطاعات (اﻻعلام والصحافة والنشر، المياه والصرف الصحي والكهرباء، والموظفين) في الترتيب الثالث.
وقال برنامج حرية تعبير العمال والحركات الاجتماعية “رصدنا ظاهرة فريدة هذا الشهر تمثلت في قيام أصحاب المحلات التجارية، والورش الصناعية في عدة محافظات بغلق محلاتهم لعدة أيام وتسريح الحرفيين وعمال اليومية بعد تردد أنباء عن نزول حملات تفتيشية من الضرائب تفرض رسوم مالية وتقديرات جزافية على المحال، وتسببت هذه الأنباء في موجة من الغضب في عدة محافظات منها دمياط ثم اتسعت الحملة لتشمل محافظات كفر الشيخ والدقهلية والغربية”.
وتسببت تلك الأنباء في موجة عارمة من الغضب في هذه المحافظات إلى جانب حالة من اﻻرتباك التي أصابت الأسواق في هذه المحافظات، وفق التقرير.
بدأت هذه الحملات بمحافظة دمياط يوم 23 فبراير، حيث أغلقت الورش والمحال التجارية في أنحاء مختلفة من المحافظة، ثم اتسعت الحملة لتشمل محافظات كفر الشيخ والدقهلية والغربية.
وكانت وزارة الصحة، قد حذرت، في دراسة أصدرتها في أبريل الماضي، من أن 21.5% من طلاب الثانوية العامة يفكرون بالانتحار هربا من المستقبل المجهول الذي ينتظرهم إذا حققوا فشلا في الامتحانات.
وأشارت الدراسة التي أجرتها الوزارة على عشرة آلاف و648 طالبا وطالبة، تتراوح أعمارهم بين 14 و17 عاما، إلى أن 21.5% من الطلاب الذين شملتهم العينة يفكرون في الانتحار، في حين يعاني 29.3% من مشاكل نفسية، بينها القلق والتوتر والاكتئاب، و19.5% بلغوا حد إيذاء النفس، وأن 33.4% من العينة لجأوا للعلاج لدى طبيب نفسي، و19.9% لجأوا لصيدلي، و15% لجأوا لنصائح الأصدقاء.
وأرجع خبراء السياسة وعلم الاجتماع والطب النفسي، تزايد حالات الانتحار، خاصة بين الشباب؛ لغياب الأمل والتفاؤل لديهم، في ظل ما تشهده مصر من انسداد سياسي، وتأزم اقتصادي، واتساع دائرة الفقر، لتلتهم معظم الطبقة الوسطى بالمجتمع المصري.