فرضت الأجهزة الأمنية التابعة لحركة «حماس» في غزة، إجراءات مشددة في محيط معبر كرم أبو سالم التجاري جنوب شرقي القطاع، وتقوم باجراء تحقيقات مكثفة، بعد كشفها شرائح تعقب وتجسس إلكترونية مزروعة داخل أحذية عسكرية.

وكشف مصدر أمني رفيع في غزة ، أن يقظة الأجهزة الأمنية أفشلت عملية تجسس كبيرة وخطيرة، عن طريق أحذية عسكرية مزودة بشرائح إلكترونية للتعقب والتجسس، بحسب الجزيرة نت.

وأكد المصدر الأمني الذى فضل عدم كشف هويته، أن الأجهزة الأمنية تحفظت على شحنة الأحذية كاملة، والتى تم اكتشافها على أحد الحواجز المخصصة لمراقبة البضائع الواردة من معبر كرم أبو سالم إلى القطاع.

وتجري الأجهزة الأمنية للمقاومة فحوصا دقيقة للشرائح الإلكترونية لمعرفة تركيبتها وآلية عملها والهدف من تهريبها إلى القطاع، وتجرى أيضا بحث ميداني حول مدى تسلل شحنات أحذية مشابهة إلى القطاع.

وحول الهدف من تلك الشحنة، رجح المصدر الأمني أن يكون الهدف هو التجسس على فصائل المقاومة، لكون هذه الشرائح مزروعة بدقة بالغة في أحذية عسكرية مستعملة ولكنها ذات جودة عالية وأسعارها زهيدة.

وكانت الأجهزة الأمنية قد رفعت من درجة جهوزيتها ويقظتها داخل القطاع، منذ عملية تسلل وحدة مخابرات من المستعربين إلى مدينة خان يونس في نوفمبر الماضي.

واكتشفت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة حماس- تسلل تلك الوحدة، وقتلت قائد الوحدة الإسرائيلية، وكشفت لاحقاً عن الهويات الشخصية لأفرادها.

وأشار مصدر أمني آخر، إن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها كشف محاولة تسلل وتجسس من هذا النوع على المقاومة.

وقال المصدر الأمني، أن أحد المقاومين اكتشف ذات مرة بالصدفة، زرع شريحة إلكترونية في جهاز الاتصال اللاسلكي الخاص به، عندما كان يحاول إصلاح خلل به.

وفي السياق ذاته، أوضحت «كتائب شهداء الأقصى» إن أحد مقاوميها أثناء فحصه لحذاء عسكري أشتراه من السوق، اكتشف وجود شريحة تعقب إلكترونية به، وأبلغ الأجهزة الأمنية بذلك، وتم مصادرة كمية الأحذية الموجودة بحوزة التاجر.

وأكد الخبير في الشؤون الأمنية الدكتور إبراهيم حبيب، أن الاحتلال الإسرائيلي يعاني من شح في المعلومات، لذلك لا يستبعد أن يكون الاحتلال قد نجح بالفعل في تهريب بضائع ومعدات تحتوي على شرائح تعقب وتجسس إلى غزة، من أجل اختراق القطاع والحصول على المعلومات الأمنية التي تساعده في حرب صراع الأدمغة مع المقاومة.