مازالت تداعيات مؤتمر وارسو تتابع، فقد حذر «الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين»، من مخاطر تحالف دول عربية مع «الكيان الصهيوني»، بحجة مواجهة إيران، معتبراً أن الغرض الأساسي هو «تصفية القضية الفلسطينية»، وتحقيق ما يسمى« صفقة القرن».
وصرح الاتحاد، في بيان: «تابع المسلمون بحسرة ما وقع في مؤتمر وارسو (الأربعاء الماضي) من اجتماع عدد كبير من مسؤولي الدول العربية برئيس وزراء الدولة التي تحتل قدسهم وأرضهم في فلسطين وتقتل أبناءها وتحاصر مدنها وتُهّود القدس وفلسطين بعد مباركة أميركا».
وتابع «قابل بعض العرب (رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتياهو) بالعبارات الدبلوماسية والتأييد لما يفعله الاحتلال في فلسطين وسوريا، والتنديد بما يفعله المقاومون المحاصرون.. كل ذلك لأجل إقناع أميركا وإسرائيل بضرب إيران،فخرج علينا نتنياهو مزهواً في هذا المؤتمر قائلا إنها نقلة تاريخية ».
وأكد «العلماء المسلمين» من أنه «لن يتحقق أمن العالم الإسلامي، من خلال التعاون والتحالف مع العدو المحتل المتربص الذي شعاره المرفوع فوق الكنيست: من النيل إلى الفرات.. والطامع في العودة إلى أرض خيبر، وأرض بني النّضير، والقينقاع، وقريظة بالمدينة المنورة» .
وحذر من «العمل أو السعي لإحداث حرب مواجهة في منطقة الخليج بين دولها وإيران، فإسرائيل أوأميركا لن تحارب نيابة عن أحد، وإنما الخسران الكبير يقع على المنطقة بأسرها، فما الذي استفاده العراقيون والإيرانيون من الحرب العراقية الإيرانية، التي دامت ثماني سنوات، غير الدمار والنتائج الخطيرة التي نُشاهدها».
وتابع: «بل ثبت أن إسرائيل كانت تبيع السلاح وقطع الغيار لإيران حتى تزداد الحرب اشتعالاً، وأن أميركا تدعم العراق حتى لا يُهزم، ولتعطي الحرب فرصة لتحقيق أهدافها».
يأتي هذا البيان، في ظل موجة من التطبيع العربي غير مسبوقة بين الدول العربية والكيان الصهيوني، كانت أبرزها زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي برفقة وفد رفيع المستوى إلى سلطنة عمان ولقاءه بالسلطان قابوس، بالإضافة إلي العديد من الوفود الرياضية الإسرائيلية التي تم إرسالها من قبل إلى أبو ظبي والدوحة والمنامة، أو في الاتجاه المقابل زيارات بعض الوفود العربية إلى القدس بشكل غير رسمي ولكن بعلم ومباركة السلطات كالوفد البحريني أو السعودي.
