شر موقع «كومون دريمرز» مقالا للباحث والمحاضر في جامعة ميتشغان، جوان كول، يتساءل فيه عن موقف مجلة «ناشونال إنكويرر» من مؤسس شركة «أمازون» جيف بيزوس.
ويشير كول في مقاله، الذي ترجمته «عربي21»، إلى أن مجلة التابلويد هذه هددت بيزوس، ناشر صحيفة «واشنطن بوست»، وأثرى رجل في العالم، بنشر صور شخصية فاضحة له، من أجل تخفيف انتقاد السعودية.
ويتساءل الكاتب عما إذا كان ناشر المجلة يعد من المؤثرين في العالم، ويحمل ملفات عن السياسيين والمشاهير، ويهددهم بها.
ويقول كول: «إن محاولة ديفيد بيكر ابتزاز مدير شركة (أمازون) جيف بيزوس، لم يكن ليلفت نظري إلا بهذا القدر، لكن بيكر يخلط الأمور كلها، فبعدما أصبح دونالد ترامب رئيسا فإنه كافأ بيكر على ولائه بعشاء خاص في البيت الأبيض، حيث تم استقبال مدير الشركة الإعلامية ذات العلاقات القوية مع العائلة المالكة في السعودية، التي كان يحاول الحصول فيها على تجارة، وفي الوقت ذاته الحصول على تجارات أخرى».
ويضيف الكاتب: «نعلم أن بيكر أحضر معه المصرفي الفرنسي ورجل العلاقات العامة للسعوديين كيسي غراين إلى البيت الأبيض».
ويشير كول إلى أن «الصحافي سبنسر إكرمان كتب عن قرار بيكر الغريب لإصدار عدد خاص من مجلته مؤيد للسعودية، ووضعه في محلات البقالة وبيع الصحف في ربيع عام 2018، فلربما كان يأمل أن يثير اهتمام ربات البيوت الأمريكيات للمسلسل الدرامي الذي حدث في الرياض قبل عام تقريبا من صدور العدد الخاص، عندما أطاح محمد بن سلمان بابن عمه من ولاية العهد، واختطف عددا من رجال الأعمال والأمراء ووضعهم في ريتز كارلتون في الرياض».
ويقول الباحث: «باختصار فإن هناك سببا يدعونا للاعتقاد أن بيكر متورط مع ديوان الملك سلمان؛ من أجل البحث عن فرص استثمارية كما يقول بيزوس».
ويفيد كول بأنه طالما تساءل إن كان المحققون الذين ينظرون في التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية، ووصول ترامب إلى البيت الأبيض يتجاهلون الدور الذي قامت به الإمارات العربية المتحدة والسعودية في فوز ترامب، وإن كان هناك تاريخ سابق عن علاقة لهما بدوائر ترامب.
ويورد الكاتب نقلا عن بيزوس، قوله إنه استعان بمحقق خاص لمعرفة الطريقة التي حصل فيها بيكر على رسائله الهاتفية وصور على هاتفه النقال مع عشيقته لورين سانشيز، مشيرا إلى أن المحقق غافين دي بيكر قام بالنظر في تأثير علاقات بيكر مع السعودية في هذا الموضوع.
ويلفت كول إلى أن بيزوس ألمح إلى أن بيكر لم يكن راضيا عن محاولات «واشنطن بوست» الكشف عن دور الحكومة السعودية في جريمة مقتل جمال خاشقجي، الذي كان أحد كتاب الصحيفة، واغتيل في الثاني من أكتوبر العام الماضي، في إسطنبول، مشيرا إلى أن بيزوس يملك الصحيفة، لكنه يمارس دوره بصفته مالكا ولا يتدخل في طريقة عملها.
وينقل الموقع عن بيزوس، قوله إن تغطية الصحيفة للدور السعودي أغضبت بيكر، الأمر الذي تسبب بمحاولة ابتزاز صاحب شركة «أمازون» وإسكاته من خلال نشر صور محرجة له.
ويورد الباحث نقلا عن الصحافي والمحامي رونان فارو، قوله في تغريدة على «تويتر»، إن بيكر هو مسدس للإيجار، مشيرا إلى أن الأسترالي ديلان هاوارد حاول ابتزازه عندما كان يقوم بالتحقيق في تحرشات المنتج السينمائي هارفي وينستاين.
وهذا ما يقود كول للتساؤل عما إذا كان بيكر ليس النسخة الأميركية لروبرت ميردوخ، الذي حاولت صحف التابلويد التابعة له التنصت على مكالمات البريطانيين وابتزازهم، وقال رئيس الوزراء البريطاني السابق جون ميجر، إن ميردوخ هدده بمواد حتى ينصاع لأوامره.
ويقول الكاتب إنه لم ينظر يوما لبيكر أو مجلته نظرة جدية، «لكن ربما كان من أكثر الشخصيات تأثيرا في أمريكا، ولديه ملفات سرية عن الرجال المؤثرين والسياسيين والنجوم ويلوح بها مهددا إياهم، وقد منح تحقيق روبرت مولر حصانة لبيكر في قضية العارضة التي أقامت علاقات جنسية مع ترامب، ودفع لها 150 ألف دولار مقابل سكوتها، إلا أن الحصانة الممنوحة له تشترط عدم قيامه بأعمال غير قانونية».
وينوه كول إلى أنه «من غير المعلوم إن كانت المحاكم ستقبل زعم بيزوس بأنه تعرض للابتزاز، لكن بيكر لم يكن ليشعر بالخوف لو لم تكن لدى صحيفة (واشنطن بوست) أمور عنه، فيما يقول محقق بيزوس إن هاتف الأخير لم يتعرض للقرصنة، ويعتقد أن مؤسسة حكومية التقطت الإشارات، وذهبت التكهنات للسعودية، التي استخدمت برنامجا إسرائيليا للقرصنة على حساب خاشقجي في (واتساب)».
ويؤكد الباحث أن «السعودية وشريكتها الإمارات العربية المتحدة جيدتان في القرصنة، فقد دخلتا على هاتف أمير قطر وزرعتا فيه فيديو مزيفا».
ويقول كول: «لأن حكومة اليمين المتطرف لبنيامين نتنياهو تريد النجاة من خلال تطبيع العلاقات مع السعودية، فإنه من مصلحة الموساد حماية السعودية وكذلك ترامب وبيكر».
ويشعر الكاتب بالارتباك من الطريقة التي تستطيع فيها حكومة أجنبية الحصول على نصوص وصور من أي هاتف، منوها إلى أن محقق بيزوس يشير إلى أن وكالة الأمن القومي هي التي التقطت الإشارات، وهي الوكالة ذاتها التي تقدم تقاريرها لترامب صديق بيكر.
ويختم كول مقاله بالقول: «السؤال هو هل قامت وكالة الأمن القومي بالتجسس على بيزوس بناء على طلب من ترامب، الذي قدم المواد بدوره إلى صديقه بيكر؟».