شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

مؤتمر بومبيو يطيح برئيس الجامعة الأميركية بالقاهرة من منصبه

أصدر مجلس الجامعة الأميركية بالقاهرة، الثلاثاء، قرارا بسحب الثقة من الإدارة الحالية برئاسة فرانسيس ريتشاردوني، والذي يُفترض انتهاء عقده العام القادم، وكان يأمل في تجديده على خلفية الغضب الذي أثارته استضافة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في الجامعة خلال زيارته مصر الشهر الماضي.

وخلال اجتماع مع رئيس الجامعة، الأحد الماضي، عبر الأساتذة عن غضبهم من الزيارة، وفي اليوم نفسه صوتت الجمعية العمومية للأساتذة بنسبة 90 في المائة على تقديم طلب سحب الثقة من رئيس الجامعة الحالي، وهو ما قرره مجلس شورى الجامعة اليوم، بأغلبية 80 في المائة من الأعضاء.

ويتوقف مصير ريتشاردوني وفريقه في المناصب العليا بالجامعة على قرار مجلس أوصياء الجامعة الذي يعقد اجتماعه نصف السنوي الأسبوع المقبل في القاهرة، والذي يواكب احتفالات الجامعة بمائة عام على إنشائها.

وأثار خطاب بومبيو في الجامعة سخط أساتذتها، واعتذر ريتشاردوني عن عدم تشاوره معهم قبل استضافة الوزير الأميركي، مؤكدا أن “جهة طلبت منه السماح بإلقاء الوزير الأميركي الكلمة في حرم الجامعة” من دون أن يذكر اسم الجهة.

ونشرت نجلاء رزق، الأستاذة بالجامعة، على حسابها بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، أنها قالت لرئيس الجامعة: “هذا عذر أقبح من ذنب”، وأضافت بالعامية المصرية التي يعرفها ريتشاردوني: “ده حرم جامعي. مش قاعة أفراح”.

اشكر الاستاذ حافظ علي البوست ووصفه لما حدث باجتماع الأمس مع رئيس الجامعة الامريكية وما قلته انا شخصيا لرئيس الجامعة…

Publiée par Nagla Rizk sur Dimanche 3 février 2019

وأضافت رزق في منشورها: “غير مقبول على الإطلاق أن حرم الجامعة العريق يتم التعامل معه على أنه قاعة أفراح يتم حجزها والدعوة لها من قبل غرباء لفعاليات لا يد فيها لمجتمع الجامعة أو حتى لإدارتها. أفخر بانتمائي لهيئة تدريس الجامعة الأميركية مع أساتذة وأستاذات يتميزون ويتميزن بالاحترام والشجاعة وعزة النفس”.

يذكر أن بومبيو قام بزيارته إلى القاهرة في 9 يناير، وعقد سلسلة لقاءات مع عبد الفتاح السيسى، ووزير الخارجية سامح شكري، قبل أن يتوجه إلى مقر الجامعة الأميركية ليلقي كلمة بدأها بالاعتذار عن سلوك الإدارة الأميركية السابقة، والإعلان عن أهداف إقليمية مختلفة، متباهيا بأنّ “عصر العار الذاتي الأميركي قد انتهى”، وانتقد انسحاب أوباما من العراق، قائلاً “عندما تنسحب أميركا تأتي الفوضى”.

وحاول بعض أعضاء مجلس الأوصياء إقناع مجلس شورى الجامعة بتأجيل التصويت، لإعطاء فرصة لمفاوضات مع رئيس الجامعة، مع احتمال استقالته طوعاً، لكن المجلس رفض وصوّت اليوم بسحب الثقة من الإدارة بموافقة الأغلبية.

بدوره، ردّ ريتشاردوني على الانتقادات الموجهة له ولإدارته، مؤكدا أن الزيارة كانت مفيدة، وتتفق مع تقاليد الجامعة، وأنه على ثقة من أن الأساتذة يتفقون مع التزام الجامعة بالمبدأ الرئيسي لحرية الرأي، ومكانة القاهرة باعتبارها عاصمة دولية، ومن ثم تولِي الجامعة اهتمامها بتقديم نفسها كمعرض عالمي وإقليمي جاذب لأصوات متنوعة وذات موثوقية، حتى وإن كانت أحياناً مثيرة للجدل أو تثير أفكارا غير مقبولة على نطاق واسع.

واعترف رئيس الجامعة الأميركية بأن عددا من أساتذة الجامعة، وأحد أعضاء مجلس الأمناء تحدثوا بهذا الشأن في وسائل إعلام أميركية، وأنه سعد عندما علم أن أساتذة آخرين يعدون لمنتديات داخل الجامعة لمناقشات وتحليلات حول أهمية الملاحظات المثيرة لوزير الخارجية.

في المقابل، علق أساتذة في الجامعة الأميركية على تبريرات ريتشاردوني، على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدم الاتفاق معه حول رؤيته للجامعة بأنها مركز تسويق، وأن رؤيته تشير إلى عمق عدم الاتفاق بينهم وبينه حول دور ووضع الجامعة كمكان للبحث والتعليم والتبادل الثقافي، وليست سوقا تباع وتُشترى فيها الأفكار.

كما انتقدوا حديث رئيس الجامعة حول حرية التعبير، مشيرين إلى قراره بدعوة بومبيو خلسة، حيث قامت السفارة الأميركية باختيار عدد قليل من الأساتذة للحضور، وكانت التغطية الإعلامية لحديث بومبيو سلبية في مجملها، ومن ثم لُوّثت سمعة الجامعة، وسيتطلب الأمر جهوداً لإصلاح الأوضاع التي أفسدتها الزيارة.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023