أكد كتاب وصحفيون مصريون أن السلطة العسكرية الحاكمة بالبلاد، ستسلم مشروع تطوير هضبة الأهرامات بالجيزة غرب القاهرة إلى شركة «عرب ماركت» ذات النشاط الاستثماري الواسع بدولة الإمارات، مؤكدين أنها بالأساس شركة تابعة للاحتلال الإسرائيلي.
وقال الكاتب الصحفي والناشط المصري، صلاح بديوي، إن «السيسي يسلم مشروع هضبة الأهرام -نزلة السمان- لشركة (عرب ماركت) الإسرائيلية ذات النشاط الاستثماري الواسع في الإمارات».
وعلى مدار الأسبوع الجاري تقوم السلطات المصرية بهدم وإزالة بعض المنازل بمنطقة «نزلة السمان» المطلة على أهرامات الجيزة بدعوى عدم ملكية أصحابها لها، فيما وقعت مشادات حادة بين الأهالي الغاضبين وقوات الأمن، التي أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريقهم.
بعد ماسبيرو والوراق .. الحكومة تهدم منازل أهالى نزلة السمان تمهيدا لاستثمار إماراتي بها
Publiée par شبكة رصد sur Lundi 21 janvier 2019
وأشار الأكاديمي وأستاذ العلوم السياسية الدكتور نادر فرجاني، إلى دور الإمارات ومن أسماهم بصهاينة الخليج بمصر، قائلا: «موقعة نزلة السمان حلقة من سلسلة حقيرة لنهب مصر لصالح صهاينة الخليج». وفي تدوينة أخرى قال: «العصابة الإجرامية الحاكمة تنكل بالمصريين وبالسياح لتستولي الإمارات على حرم الأهرامات».
موقعة نزلة السمان حلقةمن سلسلة حقيرة لنهب مصر لصالح صهاينة الخليج بعد تعذر إنتاج أي فائض قيمة من الاقتصاد المنهار الذي دمره الحكم العسكري تماما.
إنه نهب الأرض والتراث مايشبه نهب الجلد والعظم من جسد متداع أنهكه القهر والاستبداد— Nader FERGANY (@nfergany) January 23, 2019
وتسعى السلطات المصرية لتحويل 535 فدانا من المنطقة السكنية بنزلة السمان بعد إخلائها إلى مدينة سياحية وإنشاء 9 فنادق تطل على الأهرامات، و11 ألف وحدة سكنية استثمارية وسط مخاوف من السكان من تهجيرهم؛ لأجل منح هذه المنطقة لشركات إماراتية. كما تم إسناد تطوير مثلث ماسبيرو لشركة إعمار الإماراتية، وجزيرة الوراق لشركة «rsb».
وفي السياق نفسه، كشف مدير شركة «عرب ماركت» إليران ملول، بحوار لموقع «المصدر» العبري المقرب من وزارة الخارجية الإسرائيلية، الخميس، عن أن هناك سرية متناهية حول العلاقات بين الشركات الإسرائيلية والشركات العربية، وأن نشاط شركته الواسع، يمتد لـ8 سنوات مع دول الخليج ومصر والأردن، وأنه نجح بفضل السرية لدرجة أن إسرائيل نفسها لا تعلم حجم تلك العمليات، مضيفا أن العرب هم الذين يتوجهون ويبادرون أكثر.
ذلك الحديث يدفع للتساؤل حول حقيقة دور الشركات متعددة الجنسيات وخاصة الإماراتية في دخول الشركات الإسرائيلية بأعمال تطوير المناطق المهمة بالقاهرة، التي تم إخلاؤها من سكانها مؤخرا بدعوى التطوير وإزالة العشوائيات.
وفي رده، أكد الكاتب والباحث عامر عبدالمنعم، أنه «في ظل عدم الشفافية الموجودة بمصر، فلا توجد معلومات حول حجم تدخل الشركات الإسرائيلية في قطاع الإنشاءات المصرية، من خلال الشركات الإماراتية بمناطق هضبة الأهرامات وماسبيرو والجزر النيلية».
وأوضح لـ«عربي21» أن «استخدام شركات الإمارات كستار للشركات الإسرائيلية بمصر أمر مشهود، فالإمارات هي واجهة إسرائيل، والشركات الإماراتية مجرد واجهة تعمل لتحقيق المصالح الصهيونية بتمويل من أبوظبي، وكل الصفقات التي تدخل فيها الشركات الإماراتية ستجد أن بها مصلحة إسرائيلية، والإمارات مجرد وسيط وسمسار، ولكنه هو الذي يدفع الفواتير لصالح الكيان الصهيوني».
وكان عامر أثار قضية نزلة السمان، مؤكدا أنها تأتي ضمن عجلة تهجير المصريين التي لا تتوقف منذ الانقلاب العسكري، بداية من عمليات التهجير في رفح سيناء على الحدود مع الاحتلال الصهيوني، إلى جزيرة الوراق بقلب النيل، ثم مثلث ماسبيرو بكورنيش القاهرة، حتى سكان مثلث رأس الحكمة بالساحل الشمالي.
وأكد الكاتب الصحفي، بمقاله بـ«الجزيرة نت» الثلاثاء، أن هذا التهجير ليس في صالح المصريين أو لضرورة ملحة ولدواع طارئة، بل إن الهدف هو طرد السكان لبيع الأرض للمستثمرين الأجانب والإماراتيين خاصة، مشيرا إلى أن الدولة تضحي بالمصريين لصالح دوائر الاستثمار التي تحركها الصهيونية العالمية.
وقال الباحث المصري، إن «تهجير سكان نزلة السمان جزء من مشروعات التخطيط العمراني التي وضعتها بيوت خبرة صهيونية لإخلاء مناطق بالقاهرة الكبرى»، مؤكدا أن تلك المشروعات وضعها برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية- الهابيتات، مشيرا إلى دور الدكتور مصطفى مدبولي، المدير الإقليمي للدول العربية بمكتب المستوطنات منذ 2012 حتى 2014، قبل أن يتولى وزارة الإسكان ثم رئاسة الوزارة، مبينا أن السيسي تبنى هذه المشروعات بشدة.
من جانبه، أكد الباحث والمحلل الاقتصادي، محمد نصر الحويطي، أنه «للأسف لا توجد معلومة»، لكنه قال: «وأظن أن هذا الكلام بعيد عن الحقيقة»، موضحا لـ«عربي21» أنه “لو أرادت إسرائيل العمل في مصر، فهو أمر عادي وسيحدث ذلك تحت مظلات كثيرة لا تحتاج للعمل بسرية.
وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، أكد نشطاء أن ما يحدث بنزلة السمان يشابه تماما ما حدث بجزيرة الوراق بقلب النيل، ومثلث ماسبيرو بكورنيش القاهرة، ومثلث رأس الحكمة بالساحل الشمالي.
وعبر صفحته بـ«فيسبوك»، انتقد الأكاديمي الدكتور أحمد محمد، طريقة تصرف السلطات المصرية بمناطق نزلة السمان ومثلث ماسبيرو وجزيرة الوراق والمنتزه بالإسكندرية، ومنحها لشركات عالمية إمارتية لعمل مناطق سياحية عالمية، متسائلا لماذا لا يتم منح ذلك العمل للشركات متعددة الجنسيات بدلا من المصرية.
وأضاف مخاطبا النظام: هل أعلنت عن مناقصة عالمية واخترت التصميم العالمي الفائز، وطرحت عنه إعلان عالمي ويكون الأفضلية فيه للمصريين بنفس مميزات المستثمر الأجنبي؟
وقالت الناشطة وفاء الهجان، إن الكارثة بقضية نزلة السمان أن إسرائيل تقف خلف الإمارات في عمليات التطوير بالمنطقة، متهمة نظام الانقلاب بتسليم أرض مصر للصهاينة دون حرب.