أكد خبراء وسياسيون ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس لا يملك التنازل عن حق العودة لـ6 ملايين لاجئ فلسطيني وأن تصريحاته الأخيرة للقناة الثانية الإسرائيلية جعلت الوضع الفلسطيني في موقف حرج .
وأكد محمود الزهار، في تصريحات صحفية اليوم السبت، أن ما أعلنه عباس عن حق العودة وقيام انتفاضة ثالثة هو موقفه الشخصي ولا يعبر عن القضية الفلسطينية أو عن الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة أو الخارج، مشيرًا أن تصريحاته في هذا التوقيت تحمل دلالات خطيرة .
التبرع بالوطن
فيما انتقد الشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي تصريحات أبو مازن فى تغريدة له على موقع تويتر للتدوينات القصيرة قائلًا: "الناس تتبرع ببعض النقود، ببعض الملابس، ببعض الجهد، ببعض الأدوات، ومحمود عباس يتبرع ببعض الوطن"، متسائلًا " إذا كان يتنازل عن نصف فلسطين على شاشة التلفزيون، عن ماذا سيتنازل على مائدة المفاوضات؟!".
وعلى صعيد الأسرى في سجون الاحتلال، أكد أسرى حركة حماس في سجون الاحتلال في بيان لهم اليوم أن "تصريحات رئيس السلطة محمود عباس حول العودة والدولة الفلسطينية هي "عبث سياسي مرفوض، لا يمثل شعبنا الأبي المتمسك بحقه في المقاومة والعودة وتحرير كل فلسطين".
وفي نفس السياق، يقول المفكر الفلسطيني عبد القادر ياسين- لشبكة رصد الإخبارية- إن محمودعباس ينفذ مشروعًا صهيونيًّا بامتياز داخل القضية الفلسطينية فقبل نحو شهر صرح عباس خلال لقائه بحاخامات يهود بأن اسرائيل وجدت لتبقى وفي السياق نفسه تأتي تصريحاته للقناة الإسرائيلية يوم الخميس الماضي بأنه لا يريد العودة إلى دياره بل زياراتها فقط وأن الانتفاضة ارهاب.
وأضاف أن تصريحات عباس تمثل التنازل حق الفلسطينين المقدس في العودة إلى ديارنا وبالدقة هذا الحق هو مسئول عنه شخصيا و"لا يحق لرئيس منتهية رئاسته في شهر يناير 2009 أن يتنازل عنه" ، مؤكدًا أن يستطيع عباس ان يتنازل عن حقى فى العودة حتى حق زوجته و ابناءه.
وأشار ياسين إلى أن تصريحات عباس نتيجة الوضع العربى المتخاذل عن الدفاع عن القضية الفلسطينية والعاجز عن تحقيق التضامن تجاه القضية والوضع الفلسطيني المتدهور والمنقسم من الداخل .
فيما أوضح جمال عبد السلام، رئيس لجنة القدس باتحاد الأطباء العرب في بيان وصل لشبكة رصد الإخبارية نسخة منه- أن حق العودة مكفول للفلسطينيين وفقًا للقرارات والقوانين الدولية وأن أبو مازن أو حكومته لا يملكان التنازل عن هذا الحق لأنه حق فردي يملكه كل فلسطيني لاجئ في الخارج ولا تملك سلطة التنازل عنه.
الوريث الشرعي
بينما قال حمدي المرسي، الدير السابق لمؤسسة القدس الدولية لشبكة رصد الإخبارية: "إن أبو مازن بهذه التصريحات يريد أن يضع نهاية لتاريخه "إذا كان له تاريخ من الأساس" ، مضيفًا أن عباس أراد أنيكون الوريث الشرعي للرئيس المصري المخلوع الكنز الإستراتيجي لإسرائيل .
وأرجع المرسي تصريحات عباس لسببين أولهما أنه يريد أن يجعل دول الربيع العربي تصطدم بإسرائيل حتى لا يكون بمفرده في مواجهة نتنياهو وخاصة بعدما أصبح ورقة محترقة لإسرائيل وتهديد نتنياهو له بسحب الامتيازات وأيضًا إسرائيل تريد أن تعرف ردود فعل دول الربيع العربي تجاهها، وثانيها هو إحداث صراع داخلي بين السلطة والفصائل المقاومة لإرضاء إسرائيل و يصبح أمام العالم أن الفلسطينيين لا يستحقون أن يكونوا مسئولين عن دولة، وفي كلا من السببين هو يخدم المصالح الإسرائيلية.
وكان عباس قد قال للقناة الثانية الإسرائيلية مساء الخميس الماضي إنه ما دام في السلطة فلن تكون هناك انتفاضة مسلحة ثالثة ضد "إسرائيل"، وعندما سئل هل يريد أن يعيش في بلدة "صفد" التي عاش فيها طفولته في منطقة الجليل، وطرد منها وهو طفل قال "أريد أن أرى صفد، من حقي أن أراها، لا أن أعيش فيها".
وتأتي تصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالتزامن مع الذكرى 95 لوعد بلفور الذي أيد فيه الانتداب البريطاني على فلسطين حينها إقامة إنشاء وطن قومي لليهود على أرض فلسطين في 2 نوفمبر 1917.