أجمع عدد كبير من الخبراء على أن أثر العاصفة ساندي، وهي واحدة من أكثر العواصف تكلفة في التاريخ الحديث للولايات المتحدة، يمكن على المدى الطويل أن يمحوا الأضرار الاقتصادية المباشرة التي خلفتها في ظل تعافي ولايات الساحل الشرقي الأمريكي، رغم اختلاف تقديرات الخبراء بشأن قيمة هذه الأضرار.
ويرى الاقتصاديون أن العاصفة يمكنها على المدى القصير تضر بفرص العمل وتخفض الناتج المحلي الإجمالي قليلا.. إلا أنهم يرون أن الأشهر القادمة يمكن أيضا أن تعزز الاقتصاد الأمريكي، فعلى الرغم من تأثر مبيعات التجزئة لبضعة أسابيع،إلا أن ذلك يمكن أن يمثل من ناحية أخرى برنامجا محفزا، وفرصة للانتعاش والتعافي.
وأوضحوا أن إعصار ساندي يمكن في نهاية المطاف أن يعزز النشاط الاقتصادي في المناطق المتضررة في ظل تكثيف جهود إزالة الأضرار وإعادة البناء في بلدا يبلغ حجم اقتصاده 15 تريليون دولار سنويا ومنطقة يبلغ ناتجها اليومي من مبيعات التجزئة 10 مليارت دولار.
وأشار الاقتصاديون، في تقرير بثته شبكة صوت أمريكا، إلى أن اعصار ساندي يتطلب إزالة مئات الآلاف من المنازل كما كان الحال مع اعصار كاترينا مشيرين إلى أن ساندي ضرب مناطق أكثر ازدحاما بالسكان ولكن برياح أقل قوة من كاترينا الأقوى بكثير والذي بلغت تكاليف أضراره حوالي 100 مليار دولار.
ونوهوا بأن الأضرار الناجمة عن عاصفة ساندي الساحقة واضحة على أرض الواقع، إلا أنها أكثر وضوحا عند مشاهدها من الجو حيث تبدو مدمرة ومذهلة، ففي نيوجيرسي ترى القوارب مبعثرة على الشاطئ، والأرصفة مدمرة، والطرق تغمرها المياه ويستحيل المرور من خلالها، والمئات من الشركات والمحال مغلقة.
وقدرت الشركات المتخصصة التكلفة الإجمالية للعاصفة على الساحل الشرقي الأمريكي ما بين 20 إلى 50 وربما 70 مليار دولار، إضافة إلى أن كل يوم يمر على الشركات وهي مغلقة يقلل الناتج الاقتصادي للمنطقة بمبلغ حوالي 200 مليون دولار.
والعديد من الأحياء والمتاجر في نيويورك لازال بدون كهرباء.. إلا أن المراقبين يرون أن الحياة بدأت تعود مع وقع الاقدام على الأرض، ويرون أن الناس فقدوا يومين أو ثلاثة من العمل ولكن بمقدورهم العودة اليوم إلى أعمالهم.. وإدارة عجلة مبيعات التجزئة من جديد.