نشر موقع «بلومبيرغ» تقريرا للكاتب ألبرت هانت، يقول فيه إن محللا أميركيا شكك في البداية في ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، مشيرا إلى أن السعودية ستبقى «خطيرة جدا» طالما بقي في السلطة.
وينقل التقرير، الذي ترجمته «عربي21»، عن المحلل السابق في المخابرات الأميركية «سي أي إيه»، والزميل الباحث في معهد بروكينجز بروس ريدل، قوله: «سيقف مع قادة العالم في صورة جماعية ويقول إن الأمور عادت لطبيعتها»، في إشارة إلى المؤتمر الذي سيعقد اليوم لمجموعة العشرين في العاصمة الأرجنتنية بيونس أيرس، وأضاف: «هو مخطئ، فالسعودية و(أم بي أس/ كما يعرف ولي العهد) ستظل خطيرة طالما بقي في السلطة».
ويعلق هانت قائلا إن «تقييم ريدل قاس لولي العهد، إلا أن مصداقيته وخبرته تؤكدان أهمية التعامل معه، فقد عمل ولثلاثة عقود بصفته أهم خبير في الشرق الأوسط في وكالة الاستخبارات والبيت الأبيض، وكتب كتابا العام الماضي عن علاقات الرؤساء الأمريكيين بالملوك، (ملوك ورؤساء: الولايات المتحدة والسعودية منذ فرانكلين روزفلت)».
ويشير الموقع إلى أنه في الربيع الماضي، عندما كان معظم المحللين ورجال الأعمال والسياسيين يتجمعون حول «أم بي أس» أثناء جولته في الولايات المتحدة، فإن ريدل عبر عن شكوكه بولي العهد، واعتقد أن الأمير الشاب مندفع بل وصفه بأنه متهور، وكان هذا قبل ستة أشهر من اغتيال جمال خاشقجي في الثاني من أكتوبر.
ويلفت التقرير إلى أن ريدل انتقد إدارة الرئيس دونالد ترامب واعتمادها الشديد على السعودية بصفتها حليفا في الشرق الأوسط، وقال: «ليس من الواضح من أعد عملية التستر (أم بي أس) أم ترامب»، وأضاف ريدل أن المسؤولين السعوديين يعتقدون أن شركات العلاقات العامة واللوبيات التي أوقفت علاقاتها مع المملكة بعد جريمة القتل ستعود بعد خفوت الضجة حول الجريمة، مستدركا بأنهم يسيئون تقدير مدى «تلطيخ» سمعة السعودية الذي سيستمر، والفزع الذي أصاب هذه الشركات بسبب الجدل.
ويقول الكاتب: «قد تقود الماركة الملوثة للأمير بعض الشركات ورجال الأعمال للتفكير مرة ثانية، خاصة أن ولي العهد قد يحكم السعودية حتى نهاية القرن الحالي».
ويفيد الموقع بأن ريدل شكك حتى قبل جريمة خاشقجي في استقرار ولي العهد، وقدرته على إصدار الأحكام مثل الكارثة الإنسانية في اليمن، ويرى الخبير الأميركي أن الحركة الذكية من السعوديين هي الخروج مما أسماها «فيتنام» السعودية، لكنه يتوقع رفض «أم بي أس» إنهاء الحرب حتى لا تظهر وكأنها «علامة ضعف».
وينوه التقرير إلى أخطاء التي ارتكبها السعوديون في قضية خاشقجي، حيث أكدوا في البداية خروج الصحافي من قنصلية السعودية في اسطنبول بعد تسلمه أوراقا تتعلق بزواجه من امرأة تركية، ثم عادوا وأكدوا مقتله في شجار، وحملوا مسؤولية قتله لـ«جماعات مارقة»، وفي النهاية أقروا بأن العملية مدبرة، ليغير النائب العام الرواية ويعود للجماعة المارقة التي أرتكبت الجريمة.
وينقل هانت عن ريدل، قوله إن من بين أخطائهم الكثيرة الاعتقاد أن «تركيا لن تهتم بهذه الجريمة»، وبدلا من ذلك استخدم رجب طيب أردوغان، الذي ينظر للسعودية على أنها منافس له، الجريمة «بطريقة ذكية، وأهان السعوديين..وهو يستمتع بهذا».
ويختم «بلومبيرغ» تقريره بالإشارة إلى أن ريدل يعتقد أن جمال خاشقجي قتل لأنه كتب في صحيفة مؤثرة مثل «واشنطن بوست»، ويقول: «لم تكن (ميامي هيرالد) أو مدونة، وهو ما لا يمكن تجاهله»، وستلاحقهم الجريمة «فلن تترك (بوست) هذه الجريمة» تذهب دون عقاب.