في تحرك لافت، أدى الآلاف من أبناء الأقصر وقنا والمحافظات المجاروة، صلاة الجمعة بمسجد وساحة الشيخ الطيب، مسقط رأس شيخ الأزهر بمدينة القرنة، غرب الأقصر، وذلك فى إطار تحرك ائتلافى دعم الأزهر وقبائل الصعيد، لإعلان دعمهم للطيب، فى مواجهة الهجمة الإعلامية.
وحسب مصادر مطلعة، فإن شيخ الطريقة الخلوتية الصوفية، الشقيق الأكبر لشيخ الأزهر، الشيخ محمد الطيب، رفض دعوات للخروج في تظاهرة داعمة للأزهر في أعقاب الصلاة، اليوم، على ضوء الزجّ باسم مؤسسة الرئاسة في هجوم وسائل الإعلام على شيخ الأزهر، والتي يعتقد أن من يديرها هو رئيس جهاز الاستخبارات العامة، اللواء عباس كامل.
وفي السياق ذاته، قال الناشط في ائتلاف دعم الأزهر، ضياء الهمامي، إن “السنة والأزهر خط أحمر لا يجوز المساس بهما، أو الاقتراب منهما”، مشدداً على أن حملات الهجوم من قبل بعض وسائل الإعلام “تُنذر بعواقب وخيمة في حال استمرارها”، رافضاً مزاعم من يسمون بـ”القرآنيين” على الأزهر، وعلى السنة النبوية.
وقال الطيب في كلمة الاحتفال بالمولد النبوي أمام السيسي، قبل أيام، إن “بعض المتربصين بالسنة النبوية، والمنكرين لثبوتها على اختلاف مشاربهم، يجمع بينهم الشك والريبة في رواة الأحاديث”، مبيناً أن “علماء الأمة أفنوا أعماراً كاملة من أجل تمييز الصحيح من غير الصحيح من مرويات السنة، وذلك من خلال بحث دقيق متفرّد في تاريخ الرواة، وسيرهم العلمية، حتى نشأ بين أيديهم علم مستقل من العلوم يُعرف عند العلماء بعلم الإسناد”.
واعتبر الطيب أن “سلخ القرآن عن السنة يفتح على المسلمين أبواب العبث بآياته وأحكامه وتشريعاته، لأن السنة النبوية هي المصدر الثاني في التشريع بعد القرآن في الإسلام”، منتقداً الصيحات التي دأبت على التشكيك في قيمة السنة النبوية، وثبوتها وحجيتها، والطعن في رواتها من الصحابة والتابعين، والمطالبة باستبعاد السنة من دائرة التشريع والأحكام، والاعتماد على القرآن الكريم وحده.
جدير بالذكر أن مصادر تتحدث عن عدم إغلاق السيسي يغلق ملف إطاحة الطيب من منصبه، ولكن أوقفه بشكل مؤقت لحين اختيار التوقيت المناسب، لا سيما وأن تحركات الطيب خارجياً، وزياراته دولاً عدة، وخطابه القوي بشأن بعض القضايا، كانت سبباً في إحساس السيسي وجهات في الدولة بتعاظم نفوذه.