قالت صحيفة واشنطن تايمز الأميركية، إن عبد الفتاح السيسي، لم يعد يتظاهر بتأييد ثورات الربيع العربي، بعد أن قضى على ملامحه داخل بلاده.
وفي تقرير نشرته الصحيفة الجمعة، أفادت بأن السيسي كان قد أثنى قبل عامين فقط على الجماهير المصرية التي أشعلت انتفاضة 2011 التي أطاحت بالرئيس المخلوع حسني مبارك، واصفا إياها بأنها أحيت “المبادئ النبيلة” وأسست لـ”مصر جديدة”.
لكنه عاد هذا الشهر ليوضح أنه لن يتظاهر مرة أخرى بتأييد ثورات الربيع العربي وما انطوت عليه من وعد بإرساء الديمقراطية والحق في معارضة الحكومة، وفقا للصحيفة الأميركية.
وأوردت واشنطن تايمز في تقريرها عن السيسي قوله أمام منتدى شباب العالم الذي أُقيم مؤخرا في منتجع شرم الشيخ بشبه جزيرة سيناء، إن النشطاء الشبان الذين أوقدوا جذوة انتفاضة 2011 كانت نواياهم حسنة لكنهم “فتحوا أبواب الجحيم”.
ونسبت إليه أيضا أن الشعوب التي تسعى إلى التغيير لا تدرك الفراغ الذي سينتج عن ذلك وسيسعى “الأشرار وحدهم” لملئه، مشيرة إلى أن معظم المراقبين للشأن المصري لم يفاجؤوا بتلك التصريحات.
ومنذ أن اعتلى السيسي سدة الحكم في 2014 بعد إطاحته بالرئيس المنتخب محمد مرسي، شهدت البلاد “تدهورا بطيئا” في الحقوق المدنية يتجاوز الممارسات القمعية القديمة، بحسب الصحيفة نقلا عن نقاد لم تسمهم.
لكن ومع تنامي ظاهرة “الإرهاب”، نفذت القيادة المصرية إجراءات صارمة على منظمات المجتمع المدني تسارعت وتيرتها شيئا فشيئا طوال العام الماضي.
وأشارت الصحيفة إلى أن جماعات الرصد العالمية -كمنظمة العفو الدولية- استنكرت حملة الاعتقالات التي طالت عشرات آلاف المصريين، من بينهم نشطاء بارزون من أمثال المحامية هدى عبد المنعم.
ونقلت عن هالة فودة -أمينة حقوق الإنسان والحريات بالحزب الديمقراطي الاجتماعي المصري- أن ليس ثمة مغزى في برنامج الحكومة الاقتصادي، “فأولوياتها جانبها الصواب، فقد وضعت مشروع توسعة قناة السويس أولا ثم بناء العاصمة الجديدة ثانيا”.
وتطرق التقرير إلى محاولات الحكومة ترهيب ما تبقى من وسائل إعلام مستقلة بسَنها قوانين تحد من حريتها.
وفي ختام التقرير، ذكرت الصحيفة أن السيسي -الذي تربطه علاقات وثيقة بـالسعودية- قال إن تغطية وسائل الإعلام العالمية لمقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي لعبت “دورا سلبيا” في القضية.