استنكر الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، د. علي محيي الدين القره داغي، نشاط الاحتلال الإسرائيلي في دول الخليج، معتبرًا أنه ضمن «صفقة القرن» الأميركية.
وأضاف القره داغي، في مقابلة مع الأناضول: «نددنا واستنكرنا بشدة النشاط الصهيوني في دول الخليج».
وشدد على أن «هذه المسألة في الحقيقة تابعة لما يسمى صفقة القرن، التي تقودها الولايات المتحدة الأميركية».
و«صفقة القرن» هي خطة سلام تعمل عليها واشنطن، ويتردد أنها تقوم على إجبار الفلسطينيين على تناولات مجحفة لصالح الاحتلال، لاسيما فيما يخص وضع القدس واللاجئين.
وتابع القره داغي أن «ما يحدث في دول الخليج ّهو صدى لصفقة القرن، بدعم وتأييد من دول عربية، ومع الأسف فإن بعض هذه الدول قائمة على العقيدة والإسلام».
وأضاف أن «الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين له موقف ثابت وقاطع ضد التعامل مع دولة الاحتلال الصهيونية، التي تحتل القدس الشريف».
وحذر القرده داغي من تداعيات عديدة لـ«صفقة القرن» فيما يخص الحقوق الفلسطينية والإسلامية والعربية.
وقال إن «لها أثر كبيرة جدًا، أهمه إعلان القدس عاصمة لدولة الاحتلال والاعتراف بيهودية دولة الاحتلال، وغيرها من الآثار».
وأعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في 6 ديسمبر الماضي، اعتبار القدس بشطريها الشرقي والغربي عاصمة لإسرائيل، القوة القائمة باحتلال المدينة.
ونقلت الولايات المتحدة، في 14 مايو الماضي، سفارتها من تل أبيب إلى القدس، التي يتمسك بها الفلسطينيون عاصمةً لدولتهم المأمولة، استندًا إلى قرارات الشرعية الدولية.
وشدد على أن واشنطن هي «المستفيدة، أولًا لخدمة اقتصادها، وثانيًا لخدمة الاحتلال».
وقال إنه «يجب على الحكومات الإسلامية والعربية، وخاصة الخليجية، أن تعتمد ما تعتمده شعوبها، وأن تكون مع الشارع العربي والإسلامي، ومع قضايا أمتنا، ومع الثوابت الإسلامية».
وأردف أن «الشعوب والشارع الإسلامي مع القضية الفلسطينية، لكن يوجد انفصال بين تلك الشعوب وبعض الحكومات العربية والإسلامية التي هي مع الكيان الصهيوني».
وحذر من أن «هذه المفارقة ليست لمصلحة أمتنا العربية والإسلامية، لأنها ستؤدي إلى الفوضى، والأصح أن يكون الرئيس أو الملك أو الأمير مع ثوابت دينهم».
ودعا القره داغي إلى إطلاق سراح معتقلي الرأي في الدول العربية، وخص بالذكر الشيخ سلمان العودة في السعودية.
وقال: «ننادي بأعلى صوتنا على الحكومات العربية والإسلامية لتطلق سراح معتقلي الرأي، كما هو حال الشيوخ الموجودين في سوريا ومصر والسعودية، فالله لن يترك هؤلاء».
وختم القرده داغي بالتشديد على ضرورة «إطلاق سراح العلماء المصلحين المعتدلين، مثل الشيخ سلمان العودة».
وباستثناء مصر والأردن، اللتين ترتبطان باتفاقتي سلام مع إسرائيل، من المفترض أنه لا توجد علاقات علنية بين بقية الدول العربية وتل أبيب.
لكن زادت، مؤخرًا، وتيرة التطبيع بأشكال متعددة في جوانب غير سياسية بين الإسرائيليين ودول عربية، عبر مشاركات فرق رياضية إسرائيلية في أنشطة تقيمها هذه الدول.
كما يزور مسؤولون وقادة مجتمع مدني عرب، من وقت إلى آخر، إسرائيل، ويشارك مسؤولون إسرائيليون في فعاليات عربية.
وتأسس الاتحاد عام 2004، ويوجد مقره في العاصمة القطرية الدوحة، ويهدف الاتحاد إلى دراسة وتشخيص مشكلات الأمة الاسلامية وتقديم الحلول لها وخدمة قضاياها، من خلال إطار مؤسسي يكون لعلمائها فيه الدور الريادي، بحسب موقعه الإلكتروني.