نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” مقالا للكاتب نيكولاس كريستوف، يكشف فيه عن الأكاذيب التي روجتها السعودية عن خاشقجي، و”زادت الآن سلسلة من الأكاذيب عن القتل بطريقة تستخف من جمال وعقولنا”.
ويعلق الكاتب في مقاله، الذي ترجمته “عربي21″، ساخرا من إعلان الحكومة السعودية بشأن المشاجرة التي قتلت الصحافي، قائلا: “هذه مشاجرة جلب فيها السعوديون معهم منشار عظام من أجل تقطيعه بعد ذلك، حيث قالت بعض التقارير إنهم بدأوا بتقطيع جثته وهو على قيد الحياة”.
ويقول كريستوف: “من الغرابة أن تزعم السلطات السعودية أن الصحافي، الذي قطعت أصابعه بحسب ما قيل بسبب التعذيب، كان قادرا على الدخول في مشاجرة، فلم تعد لجمال أصابع للدخول في ملاكمة”.
ويضيف الكاتب أنه يعرف جمال منذ 15 عاما، “وأشعر بالرعب من كل ما حدث له؛ على ما يبدو تعذيب وقتل والتغطية على الجريمة، ومحاولة الرئيس ترامب التقليل من أهمية قتل جمال، والآن جهود الحكومة السعودية للبحث عن كبش فداء لتحمل المسؤولية”.
ويشير كريستوف إلى أن “السعودية أعلنت أن محمد بن سلمان، الذي يعرف بـ(أم بي أس)، الذي يعني الآن (السيد منشار العظام)، والذي أمر بالعملية، سيقود عملية التحقيق فيما سيجري، وهذا مثل تعيين أو جي سيمبسون للتحقيق في مقتل نيكول براون سيمبسون”.
ويرى الكاتب أن “هذه الأكاذيب وقحة وغير قابلة للتصديق، وتؤكد أن ابن سلمان خارج الزمن لكنه يعول على الدعم الأمريكي للتغطية على جرائمه، خاصة ان ترامب احتفل بضرب عضو في الكونغرس عن مونتانا صحافيا، وأشار إلى أن قتلة مارقين هم من يقفون وراء مقتل الصحافي”.
ويستدرك كريستوف بأن “ابن سلمان أفلت من العقاب عندما احتجز رئيس الوزراء اللبناني، وأفلت من قتل جمال المواطن السعودي المقيم في واشنطن والكاتب في صحيفة (واشنطن بوست)، وهذا ضوء أخضر له وللمستبدين من أمثاله ليلاحقوا الصحافيين وليعملوا على تغييبهم، فالناشطون والصحافيون حول العالم يسيرون ويعلمون أن الرصاص مصوب على ظهورهم”.
ويجد الكاتب أن “مقتل خاشقجي هو امتحان لأمريكا، وإن كان ترامب سيمضي بعيدا في التغطية على ابن سلمان أم أنه سيلتزم بالقيم الأمريكية”.
ويقترح كريستوف تحقيقا دوليا مستقلا، و”بدعم من دول الناتو كلها؛ لأن الجريمة حدثت في بلد من أعضاء الناتو، وعلى دول الناتو التنسيق وطرد السفراء السعوديين، وعليها وقف صفقات السلاح مع السعوديين كلها، ويجب على إدارة ترامب الدعوة للإفراج عن المعتقلين السياسيين والناشطين، مثل رائف بدوي ولجين الهذلول”.
ويقول الكاتب إنه “يجب السماح لأقارب جمال بمغادرة السعودية، وعلى واشنطن التأكيد للعائلة المالكة أن الأمير المجنون ذهب بعيدا في تصرفاته، ليس لأنه قتل صحافيا فقط، بل لحربه في اليمن، ومواجهته مع قطر، واختطافه لرئيس وزراء لبنان”.
ويختم كريستوف مقاله بالقول: “طالما ظل ابن سلمان في ولاية العهد فإن المخاطر قائمة، وربما حاول استفزاز حرب مع إيران، أو حادث في الخليج، ما يؤدي إلى جر أمريكا وتوريطها في حرب طويلة”.