تتسابق شركات التكنولوجيا العالمية على جيوب المستهلكين حول العالم، في محاولة للاستحواذ على أكبر حصة ممكنة من موسم رأس السنة الذي عادة ما ترتفع فيه المبيعات في الولايات المتحدة وأوروبا، فيما تشهد سوق الحواسيب الكفية والهواتف الذكية منافسة غير مسبوقة بين الشركات المنتجة هذا العام نتيجة طرح الكثير من المنتجات الجديدة المتنافسة.
ورغم أن إعصار "ساندي" عطل شرقي الولايات المتحدة وشل الحياة اليومية فيها، بما في ذلك مدينة نيويورك، التي توقفت فيها تداولات أسواق المال وتعطلت فيها المطارات، إلا أن شركة "جوجل" أطلقت حاسوبها الكفي الجديد "نيكسوس 10" لمنافسة كل من "آبل" و"مايكروسوفت" و"أمازون" الذين طرحوا أيضًا أجهزة حديثة ومطورة من الحواسيب الكفية في الأسواق.
ويبدو أن المنافسة الشرسة بين منتجي التكنولوجيا حول العالم انتقلت من مواصفات الأجهزة إلى أسعارها؛ حيث خفضت شركة آبل سعر أحدث أجهزتها "آيباد ميني" لأول مرة، ليصبح دون أسعار أجهزتها السابقة، وإن ظل فوق متوسط أسعار أجهزة الشركات الأخرى المنافسة، فيما حاولت كل الشركات الحفاظ على أجهزتها عند أسعار متدنية من أجل استقطاب أكبر عدد من الزبائن.
وقالت جريدة "التايمز" البريطانية في تقرير لها إن الميزة الأبرز والأهم التي وضعتها شركة "جوجل" في جهازها الجديد "نيكسوس 10" هي السعر، حيث يصل إلى المستهلك النهائي بسعر أقل بثمانين جنيها استرلينيا (130 دولارا أمريكيا) عن منافسه "آيباد"، كما أنه يظل دون سعر المنتج الجديد أيضاً لشركة مايكروسوفت الذي أطلقت عليه الشركة اسم "سيرفاس".
وقالت "التايمز" إن جهاز "نيكسوس 10" يتميز بنظام تشغيل "أندرويد" متطور عن النسخ السابقة من البرنامج، كما أنه يتمتع بشاشة أكثر وضوحاً ونقاء من "آيباد"، كما أن حجم شاشة "نيكسوس 10" هي 10 إنش أي أنها أكبر بقليل من شاشة "آيباد" البالغة 9.7 انش.
وإلى جانب "نيكسوس 10" طرحت جوجل هاتفها المطور والذي تم إنتاجه بالتحالف مع شركة "سامسونغ" الكورية الجنوبية، التي قامت بتصنيع الجهاز، بينما انشغلت "جوجل" بتطوير البرمجيات الخاصة به.
ويأتي إطلاق جهازي "جوجل" بعد أيام قليلة فقط من الأجهزة التي أطلقتها كل من آبل ومايكروسوفت، وقبل أيام أو أسابيع من قيام شركة "أمازون" الأمريكية بإطلاق جهازها المطور من "كيندل فاير" ذو السبعة انشات المفترض أن يكون منافساً قوياً لمنتج آبل الجديد "آيباد ميني" الذي فاق سعره كافة التوقعات التي كانت تتحدث عن أنه لن يزيد عن 250 دولارا أمريكيا، إلا أن أقل سعر له كان 329 دولاراً.
ودخلت شركة "جوجل" في منافسة جانبية أخرى مع منافستها "آبل"، حيث أطلقت لمستخدمي نظامها الحاسوبي ما أسمته (Google Music) الذي ينافس (ITunes) التابع لشركة "آبل".
ومن خلال "جوجل ميوزك" أصبح بمقدور مستخدمي نظام التشغيل "أندرويد" تصفح عشرات الآلاف من الملفات الصوتية والأغاني، وبمقدورهم شراء وتحميل والاستماع المباشر للكثير من الأغاني وملفات الموسيقى، فضلا عن إمكانية البحث عنها وعن ما شابهها بطريقة سهلة جداً وحديثة ومتطورة.
وفيما تتزاحم على الأسواق الهواتف الذكية والحواسيب الكفية التي تعمل باللمس ويشهد الطلب عليها انتعاشاً، فإن الحكم النهائي يظل للمستخدمين حول العالم، ويظل مستقبل هذه الأجهزة رهناً بقرار المستخدمين، حيث يتمتع كل واحد منها بمزايا وخصائص تختلف عن غيره، كما أن الظاهر من المنافسة بين هذه الشركات أن الأسعار أصبحت محدداً رئيسياً في هذه المنتجات بعد أن لم يعد لدى الشركات الكثير من الخصائص التكنولوجية لتضيفها على أجهزتها الجديدة.