قالت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية إن الإجراءات العقابية التي طبقتها الحكومة قبل أيام ضد قطاع غزة، حولته من “السجن الأكبر إلى الزنزانة الانفرادية الأكبر في العالم”.
وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها (الأربعاء) “سينتقل مليونا فلسطيني يعيشون في قطاع غزة من أكبر سجن في العالم، كما يوصف القطاع أحيانًا، بأنه أكبر زنزانة انفرادية في العالم”.
وأشارت في هذا الصدد إلى قرار رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع أفيغدور ليبرمان ورئيس هيئة أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي غادي أيزنكوت إغلاق معبر كرم أبو سالم وهو المنفذ الوحيد الذي يتيح للسكان في غزة الحصول على السلع وتصدير القليل من منتجاتهم، بالإضافة إلى تقليص مساحة صيد الأسماك.
وقالت الصحيفة: ” إن إخراج هذا القرار الوحشي من كيس الحيل الإسرائيلية لإنهاء الكفاح ضدها، لا يشهد فقط على إحباط الدولة الأقوى في الشرق الأوسط، بسبب فشل حربها على الطائرات الورقية المحترقة، ولكنه يشهد بشكل أساسي على هروبها من أي حل حقيقي يمكن، حسب الموقف السابق للجيش، أن يهدئ المواجهات”.
وأضافت: ” لقد تبنت إسرائيل تكتيكًا مرتكزا على حصار محكم وطويل الأمد، مصحوبا بالقصف الجوي، بهدف إرغام حماس على وقف الهجمات على إسرائيل، ومن المفترض أن تكون هذه هي الخطوة الأخيرة قبل إطلاق النار المباشر على المدنيين أو القتل المستهدف لقيادة حماس (سياسة الاغتيالات)”.
وأضافت الصحيفة: ” لا خلاف على أن إسرائيل لا تستطيع تحمل الحرائق اليومية لحقول المستوطنات في النقب، وهو اضطراب يهدد حياة سكانها اليهود، ويتسبب بأضرار تكلف ملايين الشواقل”.
واستدركت: ” لكن التجاهل التام للمقترحات الموضوعة على الطاولة بالفعل، مثل المساعدة في تطوير قطاع غزة، والتعافي الاقتصادي الكبير، والتهدئة طويلة المدى، ومنح تصاريح العمل بسخاء، يعني أن إسرائيل محاصرة بالوهم بأن الحل العسكري وحده هو الذي سيجلب الهدوء”.
وقالت: ” لقد تولد هذا الوهم بعد عملية الجرف الصامد (الحرب الإسرائيلية على غزة عام 2014)، والتي أدت الى حوالي أربع سنوات من الهدوء النسبي، وتسببت في الكسل السياسي والرضا عن النفس الذي خلق نشوة القوة المتوحشة”.
وأضافت: ” يبدو أن إسرائيل تتوقع أن يمارس الغزيون، الذين يتمتعون بخبرة كبيرة في البؤس، ضغوطاً على قادة حماس حتى ينهوا الهجمات على إسرائيل، وبعبارة أخرى، فإن ما لم تتمكن العمليات العسكرية الوحشية من تحقيقه، سوف يجلبه (السكان) العُزّل”.
ولكنها تابعت: ” لكن من غير المرجح أن تكون هذه هي النتيجة، حتى لو توقفت إسرائيل عن الخوف من الضغوط الدولية، فإن زيادة الضغط على غزة قد يدفع حماس إلى رد عنيف، وربما حتى الى جولة أخرى من الصراع العسكري الواسع النطاق”.
وفي إشارة إلى قرارات العقوبات الإسرائيلية الأخيرة، قالت “هاآرتس” إنها “ليست مصيرا محتوما، يمكن لإسرائيل ويجب عليها أن تلغي قرارها غير الأخلاقي بإغلاق بوابات غزة”.
واقترحت الصحيفة “إطلاق جهد للتنسيق مع حماس، عبر مصر أو أي بلد آخر على استعداد للمساعدة، لاستبدال الردود العسكرية بسياسة التنمية وإعادة التأهيل وأن ترى حماس كجزء من الحل، وإلا، فإن الحكومة لن تكون قادرة على إقناع الجمهور بأنها فعلت كل ما في وسعها لمنع الحرب”.