يحيي الاحتلال الإسرائيلي هذه الأيام، لا سيما المستوطنون في غلاف غزة، مرور مئة يوم على إطلاق أول طائرة ورقية مشتعلة قادمة من قطاع غزة باتجاههم، ثم تحولها إلى تهديد جدي عليهم.
فقد قال ماتان تسوري، المراسل العسكري لصحيفة يديعوت أحرونوت، إن “مرور مئة يوم على اندلاع الحرائق في مستوطنات غلاف غزة أحدثت تغيرات كبيرة لدى المستوطنين، الذين كانوا يحذرون أبناءهم قبل سنوات من مخاطر صواريخ القسام، واليوم باتوا يطلبون منهم الابتعاد عما كانت ألعابا بريئة إلى وقت قريب، وتحولت لمصادر تهديد جدية”.
وأوضح في تقرير ترجمته صحيفة “عربي21” أنه “في يوم 30 مارس سقطت الطائرة الورقية الأولى، ولم يتوقع أحد أن تكون بداية للتقطير المتلاحق من هذه الطائرات، إلى أن مضت الأيام المئة الأولى، بحيث تندلع في كل يوم عشرات الحرائق، وباتت ألسنة الدخان تسيطر على منطقة الغلاف بأسرها، وآلاف الدونمات الزراعية من الحقول والغابات والمناطق المفتوحة تصيبها النيران، حتى أن المستوطنين أنفسهم باتوا تحت تهديد دائم من إنذارات الجبهة الداخلية، التي تحذرهم من سقوط بالون في السماء، أو طائرة ورقية تجتاز حدود غزة باتجاههم”.
وختم بالقول أنه “صحيح أن الفلسطينيين لم يتصوروا أن تنجح محاولاتهم هذه من خلال هذه الطائرات، لكنها محاولات بدت جيدة من وجهة نظرهم، بدليل أنها مررت حياة المستوطنين، وحولتها مصدر قلق دائم، وباتت هذه الطائرات كفيلة بدهورة الأمور إلى تصعيد عسكري في الجبهة الجنوبية”.
رافي لاوفرت الكاتب الإسرائيلي قال في مقاله على موقع نيوز ون، إن “استمرار الطائرات الورقية المشتعلة القادمة من غزة تؤكد أننا لا ندير حوارا مع حماس كالأصدقاء، وإنما مواجهة بين أعداء، وتأخذ هذه المواجهة قنوات عديدة، يتخللها أجواء من العنف”.
وأضاف، أنه “في الوقت الذي أغلقت فيه إسرائيل في وجه حماس خيارات الأنفاق والقذائف الصاروخية من خلال المنظومات المضادة، فقد دخل تهديد الطائرات الورقية على خط هذه الخيارات العسكرية؛ لأنها قد تحمل في المستقبل طائرات مسيرة دون طيار تحمل متفجرات”.
نداف هعتسني، الكاتب اليميني بصحيفة معاريف، قال إن “قادة جيش الاحتلال الإسرائيلي في تصديهم لهذه الطائرات الورقية يوجهون القليل من التهديدات ضد حماس، ويكتفون بتحذير الجمهور الإسرائيلي من الذهاب لمواجهة مع الحركة”.
وأضاف، أنه “لم يتوقع أن يصل التهديد الفلسطيني الجديد القادم من الغرب عبر الطائرات الورقية، ونحن مكتوفي الأيدي، في حين أن مطفئي الحرائق الإسرائيليين ينتشرون على طول حدود غزة، ومعهم العشرات من الجنود والمتطوعين”.
وختم بالقول إن “إسرائيل بعد أن أقامت العائق المادي تحت الأرضي لمواجهة الأنفاق، وأعدت مضادات الصواريخ، فإن ذلك لم ينجح بوقف المزيد من التهديدات التي وصلت أخيرا عبر الطائرات الورقية والطائرات المسيرة إلى الدرجة التي لم يعد الإسرائيليون يلحقون فيها إحصاء حجم الحرائق التي تندلع في حقول نير عام، ونتيف هعتسراه، وقرب كلية سافير، بحيث إن محميات طبيعية كاملة تحترق، أشجارا قديمة هبت فيها النيران، واللون الأخضر بات سوادا قاتما، وكل ذلك والإسرائيليون صامتون”.