كشفت صحيفة معاريف أن “إسرائيل والولايات المتحدة أقامتا معاً طاقما مشتركا لزيادة الضغط الداخلي على النظام في إيران، كجزء من وثيقة التفاهمات بينهما، في ظل قناعتهما بأنه لا توجد شكوك بأن النظام الإيراني في طريقه للسقوط، لكن أداءه الداخلي قد يطرأ عليه تغيير”.
وأضافت في تقرير ترجمته صحيفة “عربي21” أن “إقامة الطاقم المشترك بين واشنطن وتل أبيب حصل في أعقاب مصادقتهما على وثيقة تفاهمات ثنائية تم التوقيع عليها أواخر العام الماضي، وشهدت العاصمة الأمريكية قبل أسابيع لقاء جمع مائير بن شبات رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي مع مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون لبحث آليات وحيثيات عمل هذا الطاقم الخاص بإيران”.
ونقلت عن مسئول إسرائيلي كبير إن “الطاقم سيبحث في كيفية العمل حول استغلال جوانب الضعف التي يعانيها النظام الإيراني من الداخل من أجل تفعيل الضغوط الداخلية عليه، وربما جعله مضطرا لإجراء تغييرات في سياساته وأدائه”.
وأوضحت أن “الأسابيع الأخيرة شهدت إصدار رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لسلسلة شرائط فيديو على صفحته في الفيسبوك موجهة للجمهور الإيراني، وتدعوه للخروج للتظاهر ضد النظام الحاكم هناك”.
وأشارت الصحيفة أن “هذا الطاقم المشترك الإسرائيلي الأمريكي لمواجهة إيران تم بالتوازي مع جهد مكثف تقوم به وزارة الخارجية الإسرائيلية لزيادة الضغوط الدولية على طهران، حيث شهدت الأيام الأخيرة قيام السفارات والقنصليات الإسرائيلية حول العالم بتوزيع وثيقة سرية داخلية على أقسامها ودوائرها الخاصة تشرح طبيعة العمل المنوط بكل منها لكيفية العمل ضد الجمهورية الإسلامية”.
وأوضح التقرير أن “هذه الوثيقة الدبلوماسية الإسرائيلية أصدرت من أجل مساعدة الرئيس دونالد ترمب لتكثيف ضغوطه على إيران، ومحاولة إقناع العالم بأهمية هذه الضغوط وجدواها على طهران، وضرورة حشرها في الزاوية، مع العلم أن الوثيقة هي خلاصة عمل طواقم وزارة الخارجية في تل أبيب، وجاءت في أعقاب خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني، واقتراب مواقفها بالنسبة لإيران من المواقف الإسرائيلية إلى حد التوأمة”.
وختم التقرير بالقول أن “هناك قناعة سائدة في تل أبيب وواشنطن بأن طهران تجد نفسها في لحظة زمنية حرجة اقتصاديا وسياسيا، وأن هذه الفرصة المناسبة لتفعيل المزيد من أدوات الضغط عليها، من خلال إرسال مبعوثين وطواقم دبلوماسية إسرائيلية حول العالم، والدول الصديقة في أوروبا تحديدا، وباقي الدول مثل استراليا للعمل ضد إيران في الأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي”.
في سياق متصل، ذكر بن كاسبيت المحلل السياسي الإسرائيلي في معاريف أن “رئيس هيئة الأركان الجنرال غادي آيزنكوت قرر تعيين الجنرال نيتسان آلون مسئولا عن المشروع المكلف بمواجهة التهديد الإيراني في هيئة الأركان للمرة الأولى”.
وأضاف في مقال ترجمته صحيفة “عربي21” أن “آلون من كبار ضباط الجيش تأهيلا وكفاءة، وانتهى مؤخرا من قيادته لسلاح العمليات داخل الجيش، ورافق آيزنكوت في سفريته الأخيرة لواشنطن، وشارك في لقاءاته القيادية مع كبار جنرالات الجيش الأمريكي بينها قائد الجيش الجنرال جوزيف مانفورد”.
وأوضح كاسبيت أنها “المرة الأولى التي يعين فيها الجيش الإسرائيلي داخل هيئته القيادية مشروعا خاصا بإيران، مهمته تركيز الضغط والجهود الإسرائيلية ضد السياسة التي يتبعها النظام الإيراني في كل المجالات: الملف النووي، جمع المعلومات عنه، تواجد قوته في سوريا.”
وأشار إلى أنه “في السابق كان رئيس الموساد مائير داغان هو الممسك بملف إيران بتكليف من رؤساء الحكومات أريئيل شارون وإيهود أولمرت، لكن تزايد الاحتكاك الأخير وما يشبه المواجهة الإيرانية الإسرائيلية في الآونة الأخيرة، لكن تشكيل هيكلية جديدة بقيادة جنرال مستقل يعني الكثير بالنسبة لإسرائيل، وما يشكله الملف الإيراني من أهمية وخطورة”.
وختم بالقول أنه “بموجب تكليف آلون سيكون مسئولا عن التنسيق بين المؤسسات الرسمية الإسرائيلية والأمريكية في الموضوع الإيراني، في ظل تقارب مواقفهما منها حد التوأمة، وهما لا تشككان في فرضية إسقاط النظام الإيراني عقب تأثر اقتصاده بسلسلة العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة مؤخرا عليها، مما تجلى أخيرا في المظاهرات الشعبية العارمة التي تشهدها المدن الإيرانية بسبب أزمات الوضع الاقتصادي، وأزمة المياه المتفاقمة، كما أن آلون سيكلف بالتنسيق بين أجهزة الأمن الإسرائيلية المختلفة وهي الموساد وأمان والشاباك”.