أصدرت حركة «الاشتراكيين الثوريين» بيانًا اليوم الثلاثاء قالت فيه إنّ «هجمات نظام السيسي منذ بداية ولايته الثانية تتوالى على الحريات والحقوق؛ فبعد شطب الآلاف من مُرشَّحي النقابات العمالية لتصبح الغالبية العظمى من اللجان النقابية خالية بشكل شبه مطلق من الكوادر النقابية الشريفة ذات الخبرة، تحوّل النظام للهجوم على الصحافة وحرية الرأي والتعبير».
جاء هذا عقب إقرار ثلاثة قوانين جديدة سيُعاد بموجبها تشكيل المشهد الإعلامي، وهي قانون تنظيم الصحافة والإعلام والمجلس الأعلى للإعلام، والهيئتين الوطنية للصحافة والإعلام، المنوط بهما الإشراف على الإعلام المملوك للدولة وإدارته، وفق بيان الحركة.
واعتبرت أنّ القوانين الجديدة تمنح سلطاتٍ غير مسبوقة للمجلس الأعلى للإعلام، التابع للأجهزة التنفيذية، في حجب المواقع وإلغاء التراخيص وغلق المواقع الإلكترونية، وتحويل الصحفيين والكتاب على مواقع التواصل للمحاكمة؛ وهذا التضييق «يستمر مع مواصلة حملات الاعتقال للنشطاء، وما رأيناه أخيرًا من هجوم البلطجية على حفل إفطار القوى المدنية».
عصف بالفقراء
وأضافت: «من الجانب الآخر، أعلن وزير الكهرباء عن زيادة أسعار الكهرباء بنسبٍ تتراوح بين حوالي 7٪ لأعلى شريحة (استهلاك الأغنياء)، إلى 69٪ على أقل شريحة (استهلاك الفقراء). كل ذلك بالإضافة إلى الزيادات الجديدة في أسعار البنزين والسولار والغاز، فضلًا عن زياداتٍ سابقة شملت تذاكر المترو وفواتير المياه. إذن، تواصل الدولة العصف بمستوى معيشة الجماهير بالاستمرار في رفع الدعم عن السلع والخدمات الحيوية، وفي الوقت نفسه تُضيِّق الخناق على إمكانية المقاومة (مهزلة الانتخابات النقابية) أو حتى التعبير عن معارضة تلك الإجراءات (قوانين الإعلام والصحافة ومواقع التواصل)».
وأوضحت الحركة أنّ قرارات تضييق الخناق ورفع الأسعار تأتي أيضًا في سياق التحضير السياسي لمعركة تغيير الدستور لمدِّ فترات الرئاسة حتى يستمر عبد الفتاح السيسي في السلطة بعد فترته الثانية (من أربع إلى ست سنوات، وفتح عدد الفترات لما يتجاوز الفترتين).
ترسيخ الديكتاتورية العسكرية
وتابعت: «لقد أصبح من الواضح أن المعركة بالنسبة للسيسي لم تعد حتى على مستوى التبريرات الأيديولوجية حول تهديد الإخوان المسلمين أو الإرهاب أو (بقاء الدولة) أو حماية البلاد من الانزلاق لحرب أهلية، مثل سورية وليبيا، بل حربًا يشنها النظام ضد الفقراء لتحميلهم ثمن أزمة الطبقة الحاكمة، ولتدمير كل ما تبقى من معارضة لوأد أي مقاومة، ولتمهيد الطريق لتثبيت الديكتاتورية العسكرية لليبرالية الجديدة (الرأسمالية بوجه عسكري قبيح)»، بحسب البيان.
وختمت الحركة بيانها بالقول: «ولكل ذلك، فمن الواضح أن السنوات الأربع المقبلة ستتحدَّد فيها ملامح فترة تاريخية طويلة نسبيًا. فإما بناء القدرة على مقاومة هذا الهجوم على المستوى الاقتصادي والسياسي، أو دفع الثمن الفادح لو تمكَّن النظام من تثبيت حكمه الدكتاتوري».