عاودت الحرب التجارية بين أميركا والصين الاشتعال؛ بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فرض رسوم جمركية جديدة بنسبة 25% على سلع صينية قيمتها 50 مليار دولار في إجراء يرتبط بحقوق الملكية الفكرية والتكنولوجيا، وتعهده بفرض مزيدا من الرسوم إذا اتخذت بكين إجراءات انتقامية.
وفي رد سريع، أعلنت وزارة التجارة الصينية فرض رسوم جمركية فورية على كمية مماثلة من واردات الصين من الولايات المتحدة ردا على القرار الأميركي.
وقال الخبير الاقتصادي، حمدي عبدالعظيم، أن السعي وراء إشعال حرب تجارية عالمية يضر بنظام التجارة عالميا دون الاقتصار على دول بعينها.
وأوضح عبدالعظيم، في تصريحاته لـ«رصد»، أن تضرر مصر بشكل مبدئي يتمثل في تراجع حركة مرور التجارة بقناة السويس ومن ثم تراجع الإيردات المحصلة والتأثير على الموازنة العامة وبند دخل القناة بها.
وأشار إلى أن الفترة المقبلة تفصح عن عدم استقرار يخيم على كل المعاملات التجارية في دول العالم نظرا للتوترات الخارجية.
أيضا أضاف أنه من الممكن أن تتأثر معدلات التصدير المصري للخارج بسبب اتباع عدد من الدول لفكر الولايات المتحدة وفرض ضرائب مرتفعة على المعاملات التجارية الخارجية.
عجز تجاري
ويطالب البيت الأبيض بخفض العجز التجاري بما يقارب 200 مليار دولار مع العملاق الآسيوي؛ إذ بلغ العام الماضي نحو 375 مليار دولار لصالح الصين.
وقال الممثل الأميركي للتجارة، روبرت لايتهايزر، إن الولايات المتحدة ستبدأ تحصيل الرسوم على 818 سلعة صينية مستوردة بقيمة 34 مليار دولار ابتداء من 6 يوليو المقبل، وسيخضع الجزء الثاني المؤلف من 284 سلعة بقيمة 16 مليار دولار، لعملية مراجعة إضافية.
وأقر مكتب الممثل التجاري بوجود مخاوف من أن يؤدي فرض الضرائب إلى زيادة الأسعار على المستهلكين.
وأضاف أن القائمة لا تشمل سلعًا يشتريها المستهلكون الأميركيون بشكل كبير، مثل الهواتف الخليوية أو أجهزة التلفزيون.
ويقول مسؤولون أميركيون إن بكين تسعى إلى الهيمنة الصناعية في التكنولوجيا الناشئة من خلال سرقة المعرفة الأميركية بواسطة النقل الإجباري للتكنولوجيا والقرصنة وغيرها من أشكال التجسس الصناعي.
رسوم جديدة
يذكر أنه في مارس الماضي، أقرت الولايات المتحدة مرسوما يقضي بفرض رسوم جمركية إضافية وقيود استثمارية على الصين تصل إلى 60 مليار دولار.
وكان ترامب، أثار غضب القادة الأوروبيين، الشهر الماضي؛ بعد أن فرض رسومًا عقابية على واردات الفولاذ والألومنيوم لحماية المنتجين الأميركيين مما يصفه بالمنافسة غير المنصفة.
ويري مراقبون أنه من الممكن أن نرى في الأيام المقبلة تحالفا اقتصاديا بين أوروبا والصين أمام الإجراءات الأميركية، كما أن الملفات السياسية المشتركة التي تقودها أميركا والصين وأوروبا ستتأثر بفعل الحرب التجارية بين أميركا والصين.