في خطوات تصعيدية دبلوماسية، أعلنت إيطاليا اليوم الأربعاء استدعاء السفير الفرنسي لديها؛ للإعلان عن رفضها للانتقادات الفرنسية لسياساتها المتعلقة بالهجرة، كما ألغى وزير الاقتصاد الإيطالي «جيوفاني تريا» اجتماعًا مع نظيره الفرنسي في باريس بعد يوم من تصريح الرئيس «إيمانويل ماكرون» بأنّ إيطاليا تصرّفت «باستخفاف وعدم مسؤولية» بإغلاق موانئها أمام مهاجرين.
وقال الوزير الإيطالي «ماتيو سالفيني»، نائب رئيس الوزراء ورئيس حزب «الرابطة» المعادي للمهاجرين، أمام مجلس الشيوخ: «لسنا بحاجة لنتعلم الكرم والتطوع والترحيب والتضامن من أحد»، داعيًا فرنسا إلى الاعتذار، مؤكدًا أنه ليس مستعدًا لتلقي انتقادات من دولة ترفض باستمرار استقبال مهاجرين على حدودهما المشتركة.
ووقع خلاف حاد بين إيطاليا والاتحاد الأوروبي عقب رفض إيطاليا ومالطا رسو سفينة الإنقاذ «أكواريوس»، التابعة لمنظمة خيرية، في موانئهما، وتقل 629 مهاجرًا. وعلى مدار السنوات الماضية، وجّهت الحكومات الإيطالية المتعاقبة اتهامات لدول في الاتحاد الأوروبي بتجاهل مناشداتها لاستقبال لاجئين جدد وتقاسم كلفة رعايتهم.
عار على أوروبا
فيما وصف مفوض الأمم المتحدة لشئون اللاجئين «فيليبو غراندي» موقف إيطاليا بأنّه «عار على أوروبا كلها وليس على روما وحدها»، وأضاف أنّ «دول الاتحاد الأوروبي لا تشارك إيطاليا في تحمّل الأعباء حيال المهاجرين».
وأوضح أنّ ما حدث «وصمة عار، كأوروبي شعرت بالخجل. هناك سفينة في البحر المتوسط منذ أيام ولا أحد يستقبلها»، داعيًا الاتحاد الأوروبي إلى التحرّك معًا لحل أزمة اللاجئين؛ فـ«إذا لم يتحقق ذلك ستقع مزيد من الحوادث مثل أكواريوس في أسابيع، وهذا الوضع مخجل للغاية لأوروبا».
نهج موحّد
وفي السياق، قالت المستشارة الألمانية «أنجيلا ميركل» إنّه «من المهم للغاية عندي ألا تتصرف ألمانيا بشكل منفرد؛ ويجب أن يكون كل ما نفعله منظمًا ومدروسًا وبالاتفاق مع الآخرين؛ ليكون لنا نهج أوروبي موحّد حقًا»، زاعمة أنّ إيطاليا لا تشعر بأنها تحصل على ما يكفي من الدعم من بقية أعضاء الاتحاد الأوروبي.
وسبق واتخذ الاتحاد الأوروبي قرارًا بتوزيع أكثر من مائة ألف لاجئ بين دول الاتحاد عبر نظام الحصص، لكنّ الدول الأعضاء لم تنفّذ القرار. ومنذ 2014، دخل أكثر من 1.8 مليون شخص إلى أوروبا؛ فيما تستضيف إيطاليا حاليًا أكثر من 170 ألف طالب لجوء، إضافة إلى نحو نصف مليون مهاجر غير مسجّل.