تباينت ردود الفعل الدولية على «القمة التاريخية» التي عقدها الرئيس الأميركي «دونالد ترامب» وزعيم كوريا الشمالية «كيم جونج أون» في سنغافورة اليوم الثلاثاء، أعقبها توقيع وثيقة أهم بنودها الاتفاق على نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية؛ ما قوبل بترحاب وتساؤلات عن مدى التزام ترامب بالاتفاق.
فمن جانبه، قال رئيس كوريا الجنوبية «مون جي» إنّ القمّة «حدثٌ تاريخيّ سينهي آخر صراع متبقٍّ من الحرب الباردة، كما ستكتب تاريخًا جديدًا من السلام والتعاون في شبه الجزيرة الكورية»، مقدّمًا التهاني بنجاحها ومعلنًا سير بلده مع «كوريا الشمالية» على طريق السلام والتعاون.
وأمل وزير الخارجية الصيني «وانغ يي» أن يتمكّن زعيما كوريا الشمالية وأميركا «من تذليل الخلافات، وتحقيق الثقة المتبادلة، والتوصل إلى إجماع أساسي على نزع السلاح النووي»، و«في الوقت نفسه، يجب أن تكون هناك آلية سلام لشبه الجزيرة الكورية لتبديد المخاوف الأمنية لكوريا الشمالية»، مطالبًا الطرفين ببذل مزيد من الجهود لتحقيق هذه الأهداف، مؤكدًا استمرار بلده في أداء دور بنّاء.
«الشيطان في التفاصيل»
فيما قال نائب وزير الخارجية الروسي «سيرجي ريابكوف» إنّ بلده تنظر بإيجابية إلى القمّة؛ «ولكنّ الشيطان يكمن في التفاصيل»، فـ«إذا حصلت سابقة إيجابية بنزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية فنحن سنرحب بذلك، بل سنكون كما السابق، نقدّم عمليًا أقصى قدر من المساهمة في الناحية السياسية وطرح اقتراحات تجسد هذه المفاهيم».
وأضاف أنّ هناك احتمالية فتح فرص للتعاون الاقتصادي الطبيعي في شبه الجزيرة الكورية، على الرغم من أنّها ما زالت مغلقة بسبب قرارات من مجلس الأمن.
بينما حذّر المتحدث باسم الحكومة الإيرانية «محمد باقر نوبخت» كوريا الشمالية من احتمالية نقض أميركا الاتفاقيات التي تدخلها، على غرار الاتفاق النووي مع إيران؛ فـ«نحن نواجه رجلًا يتراجع عن توقيعه قبل أن يعود إلى بلده».
دعم وصبر
وأعلن مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية «يوكيا أمانو» ترحيبه بالبيان الصادر عن القمة بين أميركا وكوريا الشمالية، و«تضمّنه التزام جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية بالنزع الكامل للأسلحة النووية في شبه الجزيرة الكورية».
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة «ستيفان دوجاريك» إنّ «تطبيق اتفاق اليوم، والاتفاقات المتوصّل إليها من قبل بموجب القرارات ذات الصلة لمجلس الأمن، يحتاج إلى الصبر والدعم من المجتمع الدولي».
وقالت مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي «فيديريكا موجيريني» إنّ «هذه القمة خطوة مهمة وضرورية لتشكّل أساسًا للتطوّرات الإيجابية التي تحققت في العلاقات الكورية الكورية وعلى شبه الجزيرة حتى الآن».