أكدت صحيفة «ميدل إيست آي»، أن حركات المقاطعة ضد إسرائيل هي بادرة الأمل الوحيدة لمواجهة قوات الاحتلال، بعد أن تيقن الجميع بأنها لن تشعر ولا قواتها بالذنب على جرائمهم ضد أبرياء غزة، موضحة في مقال لـ«حيدر عيد»، الأستاذ مشارك في قسم الأدب الإنجليزي بجامعة الأقصى في قطاع غزة، أنه في ظل إفلاتها من العقاب، فإن دور العالم هو رد دينه لغزة، ومقاطعة المنتجات وفرض عقوبات على الصناعات الإسرائيلية إلى أن تحترم القانون الدولي.
وشبه الكاتب، وفق ما ترجمت «شبكة رصد»، ما يحدث للفلسطينيين بما كان يحدث ضد الأفارقة في أميركا ونظام الفصل العنصري جنوبي أفريقيا، حيث قُتل حوالي 130 فلسطينيا وأصيب أكثر من 1300 آخرين منذ بدء مسيرات العودة الكبرى وحتى الآن، وكان من بينهم 3 أصيب برصاص قناصة الاحتلال.
وكانت آخر ضحية لوحشية الصهاينة، هي المسعفة الفلسطينية «رزان النجار» البالغة من العمر 21 عاما، وهي مسعفة قُتلت بواسطة قناص إسرائيلي يختبئ وراء خندق على الجانب الآخر من السياج، حيث أطلق عليها النار أثناء محاولتها إنقاذ متظاهر.
وأضح الكاتب، أن كل فلسطيني في غزة يعرف جيدا أن «إسرائيل» تريد موته، خاصة بعد تصريح المتحدث باسم قوات الاحتلال «أفيخاي أدرعي»، بأن الجيش الإسرائيلي يعرف قياساته بالضبط وأين تسقط كل رصاصة.
ولفهم خطورة الوضع، يجب الأخذ في الاعتبار أنه في 51 يوما خلال حرب «إسرائيل» على غزة في 2014، أصيب 1200 فلسطيني فقط، بينما قتل وأصيب أكثر من 1400 في الأحداث الأخيرة في غزة، مؤكدا أن دولة الفصل العنصري عازمة على حل مشكلتها مع سكان غزة عن طريق إما قتلهم أو تشويههم تمهيدا لقتلهم، باستخدام ذخيرة محرمة دوليا.
حصار أشبه بالقرون الوسطى
أشار الكاتب إلى أن العذر الإسرائيلي لقتل الفلسطينيين، هو أنهم أرادوا أو يريدون اختراق السياج الحدودي، إلا أنها فكرة هشة وغير متماسكة، فالفلسطينيون ليسوا متسللين، بل أناس يعيشون تحت احتلال وحصار غير مسبوق أشبه بالحصارات التي كانت تنظم في العصور الوسطى، وهو الوضع الذي وصفه رئيس لجنة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة بأنه حول غزة لأحياء فقيرة سامة.
ويعد 70% من الغزاويين لاجئين طرد أجدادهم من بيوتهم وأراضيهم بعد احتلال فلسطين، لذلك فهم ليسوا متسللين بل أصحاب أرض.
كما وصف الكاتب المحاولات الإسرائيلية لتشويه المتظاهرين وإيهام العالم بأن حماس هي من تقف وراءها، بأنها محاولات عنصرية.
وطالب الكاتب ردا على قوات الاحتلال باتخاذ خطوات فاعلة لترسيخ فكرة مقاطعة دولة الاحتلال، مشيرا إلى حركة مقاطعة وسحب الاستثمارات من إسرائيل «بي دي إس»، وأيضا اتخاذ خطوات تضمن عدم إفلات الاحتلال من المحاسبة على جرائمه، مؤكدا أن الفلسطينين سيواصلون الدفاع عن حقوقهم ما لم يتم تنفيذ قرار الأمم المتحدة 194.
العنصرية والعالم
وشبه الكاتب ما يحدث للفلسطينيين في غزة، بما كان يحدث مع الأميركان الأصليين والسود في أميركا، مضيفا: أن كابوس «إسرائيل» الأكبر هو المصداقية والقوة التي يتمتع بها الفلسطينيون في الذود عن حقوقهم، محاولة -دولة الاحتلال- فرض تصورات مشوهة وخاطئة للمجتمع الدولي عنهم؛ لصرف الانتباه عن جرائمها في حقهم.
كما أشار إلى أن المذابح التي تُرتكب في حقهم، ليست انحرافات أو أخطاء فردية، بل سياسة تنتهجها دولة الاحتلال ضد الفلسطينيين، وإمعانا في إذلالهم، أعلنت الدولة اليهودية أنها لن تتعاون مع مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في التحقيق حول وفيات الفلسطينين، موضحا أنها عقلية تنكر إنسانية الفلسطينيين من الأساس.
وكان «جلعاد إردان»، وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، وصف الفلسطينيين الأبرياء في غزة بـ«النازيين»، على غرار التهم التي وجهت من الضباط العنصريين البيض ضد السود في جنوب أفريقيا، وفي 29 مايو ، هدد وزير الطاقة الإسرائيلي «يوفال شتاينتز» بتدمير غزة قائلاً: لا أستبعد إمكانية غزو غزة وتدميرها نهائياً.
وتدعي الحكومة الإسرائيلية وسفراءها ومدافعوها، أن ذبح الفلسطينيين هو وسيلة للدفاع عن السيادة الإسرائيلية ضد «الإرهابيين»، وكما أخبرنا التاريخ دائما ما تصف أي قوة احتلال المعارضين بانهم إرهابيين، كما حدث تماما مع «نيلسون مانديلا».
حركة مقاطعة الاستثمارات بادرة أمل
أشار الكاتب إلى أن الجنود الإسرائيليين ودولتهم لن يشعروا أبدا بالذنب على جرائمهم لذا فإن الحل الأنسب هو مقاطعتهم تماما، واصفا حركة مقاطعة الاستثمارات بأنها بادرة أمل في هذا السبيل بل والأمل الوحيد، مضيفا: حان الوقت كي يقف العالم ويتحرك ضد أفعال قوات الاحتلال عن طريق فرض عقوبات على الصناعات الإسرائيلية، ما لم يتم منح الحرية للفلسطينيين وإعطائهم حقوقهم المدنية وحصولهم على العدالة.
وبالعودة إلى الوراء، كان العالم سئم نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا وقرر فرض عقوبات ضده، موضحا أن هذه العقوبات ساعدت على تحرير الأفارقة الأصليين من نظام الفصل العنصري، ومضيفا: حان الوقت كي يتجمع العالم وراء فرض العقوبات على «إسرائيل» بطريقة مماثلة، إلى أن تحترم القانون الدولي، موضحا أن العالم بأسره مدينا للغزة، وكل ما تطلبه هو إنهاء هذا الحصار والفصل.
http://www.middleeasteye.net/columns/world-owes-gaza-massive-apology-481764007