أكدت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أن الصحفية المصرية إكرام يوسف، تفاخرت بعلاقاتها الودية مع «إسرائيل» والصحفيين «الإسرائيليين» وسفارتهم في القاهرة، موضحة في مقال لـ«زفي بارئيل» محلل شؤون الشرق الأوسط بالصحيفة، أن الصحفيين المصريين بصفة عامة ما زالوا يحملون النعرة القومية الرافضة للتطبيع مع «إسرائيل»، مطالبا المتفائلين داخل «إسرائيل» بقرب تحسّن العلاقات مع الصحافة المصرية، أن يكفوا عن التهيؤات.
وأضاف الكاتب، وفق ما ترجمت «شبكة رصد»، أن سؤالا طُرح الفترة الماضية، حول «هل المشاركة الصحفية في احتفالات الكيان الصهيوني بعيد الاستقلال، تعد تطبيعا مهنيا؟» هذا السؤال طرحه العديد من الصحفيين المصريين على مواقع التواصل الاجتماعي هذا الشهر، وجاء السؤال في الأساس بسبب الدعوة التي وجهتها السفارة «الإسرائيلية» في القاهرة لعدد من الصحفيين لحضور احتفالات عيد الاستقلال في فندق ريتز كارلتون.
وأضاف الكاتب أن الدعوة ليست جديدة، وسبقها عشرات الدعاوى الصحفية من السفارة «الإسرائيلية»، فقبل 7 سنوات كانت السفارة «الإسرائيلية» في القاهرة، تستقبل يوميا العديد من الصحفيين، وبعد تعرض السفارة للهجوم توقفت الاحتفالات من حينها.
وذكر أحد أعضاء مجلس نقابة الصحفيين «محمد سعد عبدالحفيظ»، أن المشاركة الصحفية في احتفالات الكيان الصهيوني بيوم النكبة، يتعارض مع قرار الجمعية العامة لنقابة الصحفيين، بحظر أي نوع من أنواع التطبيع مع الكيان الصهيوني، سواء بشكل مهني أو شخصي.
وحملت إجابة عبدالحفيظ تهديدا لأي شخص ينتهك القرار باستدعائه واستجوابه من قبل النقابة، ووفقا للكاتب، قرار مثل هذا في الماضي كان يعني شطب الصحفي من نقابة الصحفيين.
إلا أن هناك صحفيين آخرين من أعضاء مجلس النقابة، مثل إكرام يوسف الصحفية المصرية التي تفاخرت بحضورها الحفل في ريتز كارلتون، موضحا أن إكرام تفاخرت بعلاقاتها الودية مع ملحق السفارة «الإسرائيلية» من قبل، وأعلنت عن مشاركتها في احتفالات يوم الاستقلال.
أما الصحفي الكبير إلهام الميرغني، فطالب بضرورة مقاطعة فندق ريتز كارلتون الذي استضاف الحفل، موضحا أن إقامة حفل استقلال «إسرائيل» في القاهرة لا يقل فداحة عن بيع جزيرتي تيران وصنافير إلى المملكة العربية السعودية، موضحا أن مصر تسعى إلى إقامة سلام دافئ مع «إسرائيل»، استرضاءً للولايات المتحدة، وهو ما عبر عن رفضه.
كما طالب الميرغني بمقاطعة جميع شركات الاتصالات والأكاديميين الذين يتعاونون مع «إسرائيل»، وطالب بنشر أسمائهم.
وأكد الكاتب أن الأصوات «الإسرائيلية» التي تؤكد أن التعاون الأمني بين عبدالفتاح السيسي وبنيامين نتنياهو سيفتح المجال أمام التعاون في مجالات أخرى مثل تعاون الصحفيين، كانوا مخطئين، موضحا أن الموقف تجاه «إسرائيل» لم يتغير قيد أنملة، ومضيفا: مقاطعة «إسرائيل» جزء لا يتجزأ من النظرة القومية العالمية لمعظم الصحفيين المصريين.
واتهم الصحفيين المصريين بأن مواقفهم متناقضة، فمن وجهة نظرهم يجب أن تفرض مقاطعة على إسرائيل، تلزم الصحفيين بعدم التعامل معها، لكن من ناحية اخرى، يرفضون قمع الصحافة والحملة التي يشنها عبدالفتاح السيسي على حرية التعبير.
وتابع: ظاهريا يبدو مجلس النقابة مستقلا في قراراته، إلا أنه لم يضمن تنفيذ مواد الدستور التي تتحدث عن حرية الرأي والتعبير، وفي الآونة الأخيرة انصب تركيز نقابة الصحفيين التي كان يرأسها مكرم محمد أحمد، على صياغة قوانين وتشريعات تمنع الصحافة من «الإضرار العمدي بالبلد ومصالحه»، ووفقا لكرم، هذا لا يعني منع انتقاد الحكومات الأخرى، بل يعني الامتناع عن إيذاء الشعوب والأديان الأخرى.
إكرام، التي تدعم السلام مع «إسرائيل» تقابلت مع صحفيين «إسرائيليين» مراراً، موضحة لصحيفة «هآرتس»، أن قرار منع الصحفيين من زيارة «إسرائيل» والاجتماع مع «الإسرائيليين» يقوض حرية الصحافة، مضيفة أن الهيئة الوطنية للإعلام، يجب أن تدافع عن استقلال الإعلام، بما فيها القرارات المتعلقة بالتطبيع مع «إسرائيل».
ومنذ ذلك الحين، وسّع المجلس من أنشطته، وذهب بها إلى ما وراء عالم الصحافة والإعلام، واصلا إلى مجال الأفلام والمسلسلات التلفزيونية، حيث حكمت محكمة مصرية، بفرض غرامة كبيرة على أي قناة تلفزيونية أو إذاعية تستخدم «تعبيرات ضارة»، فيما يحدد المجلس الأعلى للصحافة، ما هو ضار وما هو غير ضار.
وخلال الآونة الأخيرة، تم حجب أكثر من 500 موقع إخباري، فيما يوجد 21 صحفيا قيد الاحتجاز، واستدعاء عشرات الصحفيين لاستجوابهم، وحظر الكتابة عن المرشحين المحتملين للرئاسة.