قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنّ «ما تسمى الصفقة النووية الإيرانية مثبّتة بقرار مجلس الأمن الدولي، وهذه وثيقة قانونية دولية متعددة الأطراف؛ وإذا أردنا أن تكون أعمالنا قابلة للتنبؤ فعلينا التمسّك بقواعد عامة، والخطوات الأحادية الجانب تقود إلى مأزق وغير بنّاءة».
وأضاف، أثناء الجلسة العامة لمنتدى بطرسبورج الاقتصادي الدولي، أنّ إيران تنفّذ التزاماتها كافة ولا يوجد ما تُعاقب عليه؛ فـ«هل سيكون من الأفضل لإسرائيل إذا انسحبت إيران من هذه الصفقة أو إذا أجبروها على الانسحاب؟ وفي هذا الحال سيصبح نشاط إيران النووي غامضًا للجميع، ولن نعرف ما يحدث هناك ولا الأخطار التي ستظهر حينها».
وأوضح أنّه في حالة تدمير هذه الصفقة نهائيًا «سيخسر كثيرون بالفعل، وعلينا أن نفعل ما بوسعنا لمنع وقوع ذلك؛ وهذا يتطلب العمل مع المشاركين كافة في الأمر، وقبل كل شيء مع أميركا».
وانطلقت أعمال منتدى بطرسبورج الاقتصادي الدولي أمس الخميس بمشاركة سياسيين واقتصاديين، ومتوقع أن يجذب نحو 15 ألف مشارك من دول مختلفة، وتشمل أعماله أكثر من 90 مناسبة.
فيما قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه يأمل أن يعود الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المفاوضات الخاصة بالاتفاق النووي؛ لكنّ الشركات الفرنسية عليها أنّ تقرر بنفسها حاليًا رد فعلها نتيجة العقوبات الأميركية الجديدة على إيران.
الأزمة السورية
وفي الجلسة العامة أيضًا، عبّر ماكرون وبوتين عن رغبتهما في إنشاء آلية تنسيق بين القوى العالمية لإيجاد حلّ سياسي في سوريا، وأوضح الرئيس الفرنسي أنّ فكرة الآلية تقوم على تنسيق الجهود التي تبذلها مفاوضات «أستانة» المكوّنة من دول روسيا وتركيا وإيران والمجموعة الصغرة التي شكلتها فرنسا وتشمل بريطانيا وألمانيا والأردن وأميركا والسعودية؛ فـ«نحن بحاجة إلى الحديث عن الوضع بعد الحرب، الأمر الرئيس هو بناء سوريا مستقرة».
وفي سياق آخر، أعرب ماكرون عن أمنياته في وجود روسيا بالمجلس الأوروبي؛ لا سيما وأنّ العلاقات بينها وبلده تسمح ببناء هذه الثقة»، مضيفًا: «لدينا خلافات مع روسيا؛ لكنّ هناك أيضًا اتفاقات تسمع لعلاقتنا بالمضي قدمًا»، كما إنّ هناك «ارتباطًا بين ماضي روسيا بأوروبا ومستقبلها؛ وآمل أنّ نتمكّن في العقد القادم العمل معًا في الإطار الأوروبي».