اعتبرت مجلة «فورين بوليسي» أن قرار الرئيس دونالد ترامب إلغاء القمة مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، بأنه قد يكون خطوة ابتزاز تهدف لتحقيق تنازلات كورية، معربة عن اعتقادها بأن الاجتماع قد يعقد بالفعل.
وتوقعت المجلة، أن يبادر ترامب إلى إرسال وزير خارجيته إلى كوريا الشمالية لإجراء مزيد من المباحثات مع كيم بعد زيارتين لتلك الدولة في الشهرين الماضيين، ونجاحه في اقناع القيادة الكورية إطلاق سراح ثلاثة سجناء أمريكيين، وفقا لإرم نيوز.
وتساءلت: «هل يمكن أن يكون قرار ترامب إلغاء القمة مجرد خدعة وابتزاز، قد يكون كذلك بالفعل لأنه من الواضح أن ترامب يريد هذه القمة من أجل تلميع صورة سياسته الخارجية، علمًا بأنه أشار لنفسه مؤخرًا كمرشح لنيل جائزة نوبل للسلام»
وأضافت: «بإلغاء القمة مع كيم قد يكون ترامب يأمل بأن يذهب لقمة جديدة مع كيم بشروط أفضل وأكثر ملاءمة للولايات المتحدة».
وقال نائب رئيس مركز «رتشاردسون» للسياسة الخارجية، ميكي بيرجمان، والذي شارك في الاتصالات بين واشنطن وبيونغ يانغ: «هذه خطوة تقليدية من ترامب… لكنني اعتقد بأن مثل هذا التكتيك قد ينجح في قطاع العقار، لكنه لم ينجح في دبلوماسية ترامب»
ونقلت عن بيرغمان قوله، إنه يعتقد بأن القمة بين الرئيسين ستعقد دون أي إعلان مسبق، ما سيتيح لهما المضي قدمًا في تحقيقها.
ولفتت المجلة إلى أن قيام إدارة ترامب مسبقًا بصك عملات تذكارية بمناسبة القمة الأمريكية-الكورية تحمل كلمتي «محادثات السلام»، وصورًا لرأسي ترامب وكيم، مضيفة بسخرية: «في حال تم عقد القمة فسيتم توزيع تلك العملات التذكارية على المشاركين في القمة، وبيع بعض منها في محل الهدايا في البيت الأبيض… وفي حال لم تعقد فإنها ستباع على موقع اي باي الإلكتروني».
وأعلن البيت الأبيض، أمس الخميس، إلغاء القمة التي كان من المرتقب أن تجمع بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وزعيم كوريا الشمالية كيم جون أون.
جاء ذلك في رسالة وجهها ترامب إلى الزعيم الكوري الشمالي، وقال في خطابه: «كنت أتطلع بشوق لهذا اللقاء».
وأضاف ترامب: «ولكن للأسف، نظرا للغضب العارم والعدوانية في بيانكم الأخير، أشعر أنه من غير المناسب في هذا الوقت عقد أي لقاء مخطط له».
وأنهى ترامب خطابه بالقول إن على كيم أن يطلبه إذا غير رأيه.
وقال: «إن العالم وكوريا الشمالية بوجه خاص فقدا فرصة عظيمة للسلام الدائم، والرخاء العظيم والثروة. وفقد هذه الفرصة العظيمة هو دقيقة محزنة بحق في التاريخ».
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب وافق على لقاء الزعيم الكوري الشمالي، وأعلن الثلاثاء الماضي أن البيت الأبيض يواصل التجهيز للقمة المتوقعة بينه وبين زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، لكنه أوضح أنه مستعد أيضا لإلغائها أو إرجائها إذا لم يتم الوفاء ببعض الشروط.
وفي تصريح للصحفيين قبيل اجتماع مع رئيس كوريا الجنوبية «مون جيه-إن» في البيت الأبيض كرر ترامب تأكيده على أن تتخلى بيونج يانج عن السلاح النووي كشرط للاجتماع المقرر الشهر المقبل في سنغافورة.
وأشار ترامب إلى احتمال عقد قمة جديدة بين الكوريتين، وأن القمة قد لا تُعقد الشهر المقبل وفق ما هو مقرر، لكنه أبدى اعتقاده أن كيم «جاد» في نيته التخلى عن السلاح النووي.