علقت الصحافة «الإسرائيلية» على ما اعتبرته اخفاقا إعلاميا ودعائيا للحكومة والجيش في مواجهة الفلسطينيين، وهو ما يتكرر تقريبا في معظم الحروب العسكرية والمواجهات الميدانية.
وعزى الكاتب «الإسرائيلي» إيتمار تسور أسباب هذا الفشل بقوله إن «إسرائيل تواصل الفشل والخسارة في إقناع العالم بروايتها خلال كل مواجهة أمام الفلسطينيين، ما يتسبب بأن تخسر كرامتها واحترامها لذاتها أمام الاتهامات والانتقادات الدولية لسياستها تجاه الفلسطينيين، وآخرها مع المسيرات والتظاهرات على حدود قطاع غزة»، بحسب ترجمة عربي21.
وتساءل تسور في مقاله على موقع القناة السابعة التابعة للمستوطنين:«لماذا بتنا ندمن الخسارة والفشل في هذه الزاوية المهمة من الصراع مع الفلسطينيين، وقد تمثلت آخر فصول هذا الفشل بحالة الحداد التي أعلنها العالم كله على القتلى الفلسطينيين في غزة الذين احتجوا على نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وعدم تحقيق حق العودة؟»
وأضاف الخبير في شؤون الإعلام والدعاية، أنه «بات مفهوما لدى كل صاحب عقل أن «إسرائيل» فشلت في أدائها الإعلامي الأخير أمام مظاهرات غزة، لأنها لم تعد تفهم أنه في القرن الحادي والعشرين لم يعد الأمر فقط حملة دعائية، وإنما هو حرب على الوعي، وما زالت «إسرائيل» تواصل تلقي الخسارة»
وأكد أن «توالي الإخفاقات يطرح التساؤل حول عدم تواجد رواية «إسرائيل» الإعلامية باللغة العربية، لاسيما أنها لا تحتل مكانا متقدما في شبكة الإعلام العربي في المنطقة، أما في الغرب فإننا نتلقى هزيمة تلو إخفاق، لأننا لا نريد إقامة جسور مستقبلية مع المتلقي الغربي لهذا الإعلام»
ويزعم الكاتب أنه «في الحرب على الوعي لم يقم أي ناطق إسرائيلي ليتحدث عن العصر الذهبي لقطاع غزة في سنوات السبعينيات والثمانينيات قبيل اندلاع الانتفاضة الأولى في 1987، حين سيطرت إسرائيل على القطاع، وتمتع الفلسطينيون آنذاك بحرية الحركة والعمل فيها، بعد سنوات طويلة من السيطرة المصرية الصعبة التي لم ينسها الفلسطينيون في غزة».
وأوضح تسور، المتخصص في قضايا الشرق الأوسط، أن «الإسرائيليين اليوم باتوا يخشون أن يذكروا حقيقة أن الضفة الغربية وقطاع غزة مناطق احتلتها القوات المصرية والأردنية عام 1948، ثم احتلت على يد إسرائيل في 1967، ما يعني أنه ليس لأي دولة الحق القانوني على هذه الأراضي باستثناء إسرائيل، كما أقر مؤتمر سان ريمو عام 1920»
ويتساءل الكاتب: «لماذا كل هذا التعاطف مع الفلسطينيين في قطاع غزة في حين لا يأتي أحد على ذكر ما يحصل لإخوانهم في مخيم اليرموك بدمشق، حيث قتل آلاف الفلسطينيين، وآخرون اضطروا للمغادرة إلى لبنان، أليس هذا تناقضا؟»
وختم بالقول إن «وزارة الخارجية الإسرائيلية متهمة بالتقصير في هذا الفشل الإعلامي، لأنها لم تشر إلى التمييز الحاصل ضد إسرائيل حول العالم، لأنه لا يعقل أن تنتصر إسرائيل في المعركة العسكرية على الأرض، في حين أنها في الحرب على الوعي تصاب بانتكاسات وإخفاقات».
وكثيرا ما تؤكد دولة الاحتلال أن المقاومة الفلسطينية متفوقة عليها اعلاميا في تغطية احداثها وايصال صوت احتجاجاتها للعالم من منابرها المختلفة.
وارتكب جيش الاحتلال مجزرة الأسوع الماضي، بعدما قتل قناصته 63 فلسطينيا، وأصابوا أكثر من 2700 آخرين من المشاركين في مسيرة العودة المليونية السلمية، التي انطلقت في غزة رفضا لنقل السفارة الأميركية إلى مدينة القدس المحتلة، وللحصار الإسرائيلي المستمر منذ 12 عاما على القطاع.