قال زهير سالم، مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية بلندن، إنّ ما يحدث في العراق حاليًا دليلٌ على أنّ إيران تسير لتحقيق المشروع الصفوي المشبوه في المنطقة العربية، الذي يتأقلم مع المشروع الصهيوني؛ فنجاح «حزب الله» ومقتدى الصدر في لبنان والعراق جاء بترتيب من أميركا لتقوية شوكة إيران في المنطقة.
وأوضح أنّ أميركا تريد سيطرة مليشيات الشيعة التي يقودها مقتدى الصدر على العراق؛ لتكون بغداد محافظة إيرانية، وتصبح كل ثروات العراق النفطية مضمونة للشركات الأميركية؛ فالشتات السياسي والحزبي يخدمان أميركا.
وأضاف أنّ العداء الأميركي الإيراني مجرد «جعجعة»، بينما على أرض الواقع هناك مصلحة بين الطرفين، والخاسر فيها الشعوب العربية؛ فإيران ورفقاؤها الآن يستوليان على ممتلكات العراق وثرواته النفطية، بينما يعيش الشعب في مجاعة وفقر وبطالة وتضخم وانعدام خدمات.
وتصدّر تحالف «سائرون»، الذي يدعمه الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، النتائج النهائية للانتخابات العراقية؛ بحصوله علها 54 مقعدًا في البرلمان، تلتها قائمة الفتح (التابعة لميليشيا الحشد الشعبي) بـ47 مقعدًا، ثم ائتلاف النصر (برئاسة رئيس الوزراء حيدر العبادي) بـ42 مقعدًا، ثم ائتلاف دولة القانون (برئاسة نوري المالكي) بـ26 مقعدًا، وحزب الديمقراطي الكردستاني (برئاسة مسعود بارزاني) بـ25 مقعدًا.
ومن جانبه، قال ضياء الأسدي، المساعد البارز لمقتدى الصدر، إنّ أميركا تواصلت مع أعضاء في تحالف «سائرون» الذي يرأسه، عبر وسطاء؛ بعد فوزه بالانتخابات البرلمانية ووضعه في موقف قوي يتيح له التأثير في تشكيل الحكومة الجديدة، و«سألوا عن موقف التيار الصدري عندما يتولى السلطة: هل سيعيدون إلى الوجود أو يستحضرون جيش المهدي أم يعيدون توظيفه؟ هل سيهاجمون القوات الأميركية في العراق؟»، مضيفًا: «لا عودة إلى المربع الأول. نحن لا ننوي امتلاك أيّ قوة عسكرية غير قوات الجيش والشرطة والأمن الرسمية».
واليوم، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية «هيذر نويرت»، في المؤتمر الصحفي اليومي: «سنعمل مع أيّ شخصٍ تقرر الحكومة العراقية والشعب العراقي انتخابه للانضمام إلى الحكومة. تجمعنا علاقات طويلة وجيدة مع حكومة العراق، وسنظل على علاقة جيدة بها».