تأتي الانتخابات العراقية، وسط أجواء مظلمة سيطرت عليها هواجس أمنية، ومخاوف قرصنة، واتهامات متبادلة بين الأطراف المتنافسة، سبقتها ظاهرة اغتيالات سياسية طالت عددا من الأحزاب والشخصيات المستقلة، وعلى إثرها قررت السلطات العراقية إغلاق كل المطارات والمنافذ الحدودية لـ24 ساعة، وتعليق السفر بين المحافظات، وفرض قيود على حركة المركبات، اليوم السبت.
وبدأت الانتخابات، اليوم، بفتح 8959 مركز اقتراع بواقع 55 ألفا و232 محطة أبوابها أمام الناخبين، في تمام الساعة السابعة، ويحق لأكثر من 24 مليون عراقي الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات من أصل نحو 37 مليون نسمة.
وانتهت، أمس، عملية التصويت للمغتربين والأمنيين، والتي بدأت يوم الخميس الماضي، وافتتحت العملية الانتخابية في العراق.
وعلى الرغم من تأكيد المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق (مؤسسة رسمية تعنى بتنظيم الانتخابات)، السبت، أن عملية الاقتراع في الانتخابات البرلمانية تسير بـ«سلاسة»، إلا أن سياسيين عبروا عن شكوكهم في نتائجها بالضغط والقرصنة.
والانتخابات البرلمانية العراقية 2018 هي الأولى التي تجري في البلاد، بعد هزيمة تنظيم الدولة نهاية العام الماضي، والثانية منذ الانسحاب الأميركي من العراق عام 2011.
هجمات للتنظيم
ونفذ تنظيم الدولة في العراق تهديدات أطلقها قبل الانتخابات عبر قناته على موقع «تليجرام»، توعد فيها، من خلال تسجيل صوتي في أبريل الماضي، باستهداف مراكز الاقتراع والناخبين خلال الانتخابات البرلمانية المقررة في العراق في 12 مايو الجاري.
وفي رسالة صوتية على تطبيق «تليجرام»، توجه المتحدث باسم التنظيم، أبوحسن المهاجر، إلى السنة لثنيهم عن المشاركة، وقال إن «حكومة الحشد الرافضي الإيراني في العراق مقبلة على ما يسمونه انتخابات، فكل من يسعى في قيامها بالمعونة والمساعدة فهو متول لها ولأهلها، وحكمه كحكم الداعين إليها والظاهرين إليها».
وصرحت مصادر أمنية عراقية، اليوم، بأن هجمات نفذها التنظيم في مراكز الاقتراع، أسفرت عن إصابة 4 مواطنين، في قصف استهدف مركز ناحية أبي صيدا في ديالي، بـ4 قذائف هاون سقط اثنتان منها على مقربة من مركز اقتراع».
وأحبطت قوات الأمن هجومين لتنظيم الدولة كانا يستهدفان مراكز اقتراع في محافظتي ديالي (شرق) وكركوك (شمال)، بحسب الأناضول.
وقتلت القوات العراقية، صباح اليوم، انتحاريين من التنظيم، قالت إنهما كانا «هجومين لتنظيم الدولة كانا يستهدفان مراكز اقتراع في محافظتي ديالي (شرق) وكركوك (شمال)».
كما فككت قوات مكافحة الإرهاب عبوة ناسفة زرعها مجهولون يعتقد بانتمائهم لتنظيم الدولة بالقرب من مركز انتخابي في منطقة واحد حزيران.
قرصنة مرتقبة
وحذر نائب الرئيس العراقي ورئيس ائتلاف دولة القانون، نوري المالكي، السبت، من تدخلات في نتائج الانتخابات، وخشيته من تعرض نتائج الانتخابات «للقرصنة» بعد استخدام الأجهزة الإلكترونية للمرة الأولى في الاقتراع.
وقال المالكي، على هامش إدلائه بصوته في المركز الانتخابي بفندق الرشيد وسط المنطقة الخضراء: «أبلغنا مفوضية الانتخابات وحذرناهم من نوايا تريد تحريف نتائج الانتخابات».
وأضاف المالكي «هناك مشكلة حصلت في تصويت القوات الأمنية؛ إذ إن عددا كبيرا منهم لم يتمكنوا من التصويت بسبب (تعطل) الأجهزة الإلكترونية، وطالبنا المفوضية بالسماح لهم بالتصويت هذا اليوم، لكنها رفضت».
ومن جهته، عبر رئيس مجلس النواب العراقي، سليم الجبوري، بعد الإدلاء بصوته، عن قلقه من مخاطر التزوير، وقال: «إننا نراقب عملية التصويت وفرز النتائج عن كثب»، مشددا على أهمية أن تتحمل مفوضية الانتخابات مسؤوليتها تجاه ذلك.
ضغوط على الناخبين
وأشار عمار الحكيم، رئيس التحالف الوطني الشيعي ورئيس تيار الحكمة، السبت، إلى ضغوط يتعرض لها الناخبون، تؤثر على نتائج الانتخابات؛ بعد إرغامهم على اختيار شخصيات محددة.
وقال الحكيم، عقب إدلائه بصوته في فندق الرشيد المخصص لانتخاب القادة السياسيين ببغداد: «نحن نرفض أي عملية تزوير في الانتخابات، وندعو المفوضية إلى التدقيق بمعلومات تشير إلى وجود ضغوط تمارس على الناخبين، وإجبارهم على اختيار شخصيات محددة»، ولم يعط مزيدا من التفاصيل.