طالب خبير اقتصادي إسرائيلي، بأن «تستغل إسرائيل مواردها من الغاز الطبيعي الذي تحوزه بكميات كبيرة من أجل تطوير علاقاتها الاقتصادية مع دول الشرق الأوسط، لا سيما مصر، ما يمنح علاقات البلدين قوة وتطورا مع مرور الوقت».
وأضاف أمير بوستر، في مقاله بصحيفة معاريف، الذي ترجمته «عربي21»، أن «قصة تصدير الغاز الطبيعي الإسرائيلي بدأت منذ العام 2009؛ حيث اكتشف للمرة الأولى في تاريخ الدولة أول حقل غاز طبيعي كبير في أعماق البحر، بعد أن كانت إسرائيل مضطرة للاعتماد على الغاز وموارد الطاقة المستوردة من الخارج، ما جعلها دولة رائدة في المنطقة تحقق نجاحات اقتصادية في هذا المجال عقب اكتشاف حقلي لفيتان وتمار، وهناك بعض الاكتشافات المتوقعة في المياه الاقتصادية القبرصية على قرب من الحدود المائية الاقتصادية لإسرائيل».
وأشار بوستر، الخبير في شؤون الطاقة ورئيس دائرة البحث والاستراتيجية في اتحاد الصناعات النفطية، إلى أن «إسرائيل باتت إحدى أهم الأسواق الإقليمية لتصدير الغاز إلى مصر؛ لأن قطاع الطاقة المصري يعيش في العقد الأخير حالة من التذبذب؛ سواء بسبب وضعية الجمود التي يمر فيها، أو في ظل عدم الاستقرار السياسي والأمني في الدولة، عقب الثورات التي عاشتها في السنوات الماضية».
واستطرد: «رغم اكتشاف بعض حقول النقط المصرية في الفترة الأخيرة، لكن زيادة الطلب على هذا المورد الطبيعي لأكثر من 100 مليون نسمة هم سكان مصر، قد لا يسد الحاجة المطلوبة للدولة المصرية، ما جعل من الاتفاق المصري الإسرائيلي الأخير في فبراير الماضي لتصدير الغاز الإسرائيلي لجارتها الجنوبية النموذج الأول لتعاونها إسرائيل الإقليمي مع الدول المجاورة لها من خلال الغاز، مع تزايد الاحتمالات باكتشافات جديدة متوقعة لحقول الغاز في شواطئ الدول المتوسطية».
وختم بالقول: «رغم أن الاتفاق المصري الإسرائيلي لتصدير الغاز وقع بين شركات خاصة في البلدين، لكن الدور الذي لعبته الحكومتان في تل أبيب والقاهرة غير خافٍ على أحد، ومن شأن هذا الاتفاق أن يجعل مصر وإسرائيل لاعبتين مركزيتين في المنطقة في مجال الغاز الطبيعي، وتعملان لتحقيق أهدافهما المشتركة في هذا القطاع الاقتصادي الحيوي، في ظل مصالحهما الثنائية بعيدة المدى، ما سيوثق علاقات السلام بينهما، ويحقق لهما تطلعات استراتيجية بين إسرائيل ودول أخرى في المنطقة».
وقال أوفير فينتر، الباحث الإسرائيلي في معهد دراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب، إن «إسرائيل مطالبة بتعزيز حليفها في القاهرة من خلال اتفاقيات شراكة لمنحه مزيدا من الشرعية السياسية التي يحتاجها».
وأضاف، في دراسة موسعة له حول بدء الولاية الرئاسية الثانية للسيسي، ترجمتها «عربي21»، أن «التعاون الإسرائيلي المصري مطلوب أن يتعزز في مجالات: الاقتصاد، الأمن، الطاقة، المياه، السياحة، والزراعة».
وزعم أن «استطلاعا للرأي أجراه معهد واشنطن في 2017 قال فيه 29% من المصريين إنهم يدعمون تعاون بلادهم مع إسرائيل، حتى دون تجديد عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية، ولذلك لم تخرج مظاهرات احتجاجية ضد اتفاق الغاز الموقع بين القاهرة وتل أبيب في فبراير 2018، ما يعني دعم المصريين لمثل هذه الاتفاقيات».
وختم بالقول: «كل ذلك يتطلب من إسرائيل توسيع آفاق التعاون مع المصريين من خارج دائرة الحكم، وإرسال رسائل إليهم باللغة العربية عبر شبكات التواصل، والإعراب عن رغبتها بتوثيق علاقاتها، وتعاونها معهم في المجالات التي تفيدهم».
من جانبه، أعلن يسرائيل كاتس، وزير المواصلات الإسرائيلية، أن «طائرات إسرائيلية ستطير فوق أجواء السعودية، ما سيشكل إنجازا استراتيجيا غير مسبوق لإسرائيل».
وأضاف، في تصريحات نقلتها مجلة جلوبس الاقتصادية، أنه «يمكن النظر لاستخدام أجواء المملكة العربية السعودية قبل أسابيع من قبل شركة الطيران الهندية للوصول لإسرائيل يمكن اعتبارها مقدمة لهذا الإنجاز الذي نعمل لتحقيقه».
وكانت شركة العال الإسرائيلية للطيران تقدمت بطلب للمحكمة العليا الإسرائيلية لمساواتها مع نظيرتها الهندية باستخدام الأجواء السعودية لتقصير مسافة الطيران بين تل أبيب ونيودلهي.