حذرت صحيفة (العرب) القطرية من دخول لبنان في منزلق خطير أخطر بكثير مما جره تفجير رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري عام 2005 على بلد الأرز واعتبرت أن ما جرى في لبنان من تفجير استهدف رئيس شعبة أمن المعلومات العميد وسام الحسن ربما سيكون له وقع أكبر من ذاك الذي استهدف الحريري.
وقالت الصحيفة – في افتتاحيتها اليوم الأحد -: إن التفجير الذي أودى بحياة الحسن مستنكر ومستهجن بغض النظر عن أية جهة كانت وراءه فالإرهاب له لون واحد وثوب واحد وإن اختلفت الأطراف التي ترتديه ومن هنا جاءت الإدانة القطرية للتفجير وهو أيضا ما أكده ولي العهد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في اتصاله الذي أجراه أمس مع رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري.
وأشارت إلى أن موقف قطر ينطلق من ثوابت سياسية وإنسانية وأخلاقية في رفضها كل أشكال الإرهاب بغض النظر عن الجهات التي تقف وراءه .. مؤكدة أنه يأتي في وقت يتعرض فيه لبنان إلى مؤامرة خارجية تستهدف وجوده واستقراره خاصة في ظل المتغيرات الإقليمية التي تشهدها المنطقة مما قد يجعل من تفجير الأشرفية بوابة لاقتتال داخلي قد يصب مزيدا من الزيت على نار المنطقة المتقدة.
وشددت الصحيفة على أن لبنان اليوم بحاجة إلى توافق يقوم على أسس وطنية يمكن أن يجنبه كل إشكالات الاحتمالات المفتوحة والتي قد تفسح الطريق واسعا للمتربصين بأمن البلاد .. داعية جميع اللبنانيين بالدخول في حوار وطني جاد بعيدا عن أي تأثيرات خارجية أو إملاءات مسبقة قد يكون الضمانة لتجنيب لبنان المزيد من الحوادث التي قد تزيد من اشتعال وضعه الراهن.
ودعت (العرب) – في ختام افتتاحيتها – جميع الفرقاء في لبنان لتغليب مصلحة الوطن على كل مصلحة أخرى كي لا يعود إلى المربع الأول .. مؤكدة أن على المجتمع الدولي أن يساهم في تعزيز السلم الأهلي اللبناني من خلال مزيد من التعاون مع السلطات اللبنانية، بالإضافة إلى تقديم كل أشكال العون لبلد الأرز، ولعل أول أشكال هذا العون هو التخلي عن التدخل في شئونه الداخلية، وترك مستقبل البلد بيد أبنائه فهم الأقدر على إدارته.