شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

ابتزاز أم دعم للأسد.. لماذا تخلت واشنطن عن تمويل «الخوذ البيضاء»؟

الخوذ البيضاء

جاء قرار واشنطن بوقف تمويل منظمات في سوريا، بينها «الخوذ البيضاء»، تحقيقا لحلم سعى إليه التحالف النظامي والروسي على مدارس سنوات، باستهداف المؤسسة وتدميرها، ليحقق الأميركان مساعي روسيا والنظام السوري، على الرغم من تظاهرها بعدائها لموقف موسكو في سوريا.

وعلى مدار سنوات، سعت روسيا ونظام الأسد لاستهداف المنظمة، عبر صواريخها ورصاصها، وتارة أخرى بالاتهامات الزائفة حول علاقتهم بمنظمات إرهابية، وتزييف الحقائق حول كيماوي سوريا.

ومنظمة «الخوذ البيضاء» أو ما تعرف بـ«The White Helmet» هي عبارة عن منظمة غير حكومية تعمل على الأراضي السورية، ويطلق العاملون فيها على أنفسهم صفة المتطوعين في مجالات الإغاثة والدفاع المدني.

توقف التمويل الأميركي

وفي بيان لوزارة الخارجية الأميركية، أوضحت أن واشنطن تعيد النظر في برامج تقديم المساعدات لسوريا، بناء على طلب من الرئيس الأميركي، بما يشمل منظمة «الخوذ البيضاء».

وأشارت الوزارة إلى أن واشنطن تتوقع أن نشاط المؤسسة سيستمر نتيجة للتبرعات من مصادر مختلفة.

وبدأت المنظمة نشاطها الفعلي في 2013 ويعمل بالمؤسسة ما يقرب من 3700 من عناصرها  في مناطق تحت سيطرة الفصائل المعارضة يعملون في إنقاذ المدنيين العالقين تحت الأنقاض أو المحاصرين بين جبهات المعارك.

وفي أول رد فعل للمنظمة، صرح مدير المنظمة رائد الصالح لـ«وكالة فرانس برس»، بأن «التمويل يتم وفقا لعقود موقعة، بينما تتم الآن  مراجعة تلك المخطط لها بشكل شامل».

وقال الصالح إنه «لم يتم إبلاغنا رسميا عن أي وقف للتمويل، وما أبلغنا به هو تجميد لبعض المشاريع في الشرق الأوسط من قبل المنظمات الأميركية لإعادة درس جدوى هذه المشاريع» مشيرا إلى أن «من ضمنها مشاريع مرتبطة بإعادة الاستقرار في سوريا تشمل جزءا من عمل الدفاع المدني».

وأضاف أن «دراسة جدوى هذه المشاريع بشكل سنوي، وكل سنة يحدث هذا الأمر لكن لا أحد يستطيع هذه السنة أن يتوقع قرارات الرئيس ترامب».

ودفع عناصر الدفاع المدني، ثمن إسعاف ودعم المصابين في المناطق المستهدفة من قبل النظام السوري، وقتل أكثر من 200 عنصر منهم وأصيب مئات آخرون بجروح.

استمرار المؤسسة ومصادر التمويل

لم يكن الإعلان الأميركي حول وقف الدعم لما كان تطلق عليهه «استقرار سوريا» بجديد؛ فخلال مارس الماضي جمد ترامب مبلغ 200 مليون دولار من تمويل الولايات المتحدة لجهود الإنعاش في سوريا.

الخطوات الأميركية جاءت متسقة مع خطوات ابتزازية مع إعلانها بسحب قواتها من سوريا، ومطالبة دول عربية باستكمال دورها، والدفع بقواتها بديلا عن القوات الأميركية، وفي مرحلة تالية بدأت واشنطن بسحب دعمها المالي، وتؤكد في بيان أن هناك مصادر تمويل أخرى يمكن للمنظمة الاعتماد عليها في استكمال عملها، وبهذا تكون نفضت يدها عن سوريا بشكل نهائي عسكريا وماليا.

وقال السياسي والإعلامي السوري، عمر مدنية، ساخرا عبر «تويتر»: «أميركا أرادت الرد على الأسد بسبب استخدامه الكيماوي ضد السوريين فقامت بتجميد دعمها المالي للدفاع المدني في المناطق المحررة «الخوذ البيضاء»».

ويثار سؤال حول إمكانية استكمال المنظمة عملها في وقت تؤكد إحصائيات أن ثلث دعم المشاريع المتعلقة بالمنظمة تأتي من التمويل الأميركي.

وفي هذا الشأن، يؤكد مدير المنظمة أن العمل «لن يتعطل على الرغم من التقارير التي أفادت بتجميد الولايات المتحدة للدعم المالي المقدم لها».

وأوضح الصالح أن «لدى منظمته مصادر دعم مالي أخرى، من بينها عدد من العقود التي وقعتها مؤخرا مع منظمات تركية وقطرية».

وتمول المنظمة عملها عبر برامج حكومية في الولايات المتحدة وبريطانيا، ومن خلال تبرعات فردية.

وسارعت بريطانيا، بالرد على القرار الأميركي، وأعلنت أنها مستمرة في  دعم منظمة «الخوذ البيضاء».

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية: «المملكة المتحدة ملتزمة بدعم الخوذ البيضاء وعملها الحيوي الذي تقوم به؛ حيث تقدم المساعدات للمدنيين المتضررين من النزاع في سوريا».

وأشار إلى أن لندن تعتقد « أنّ مهمة الخوذ البيضاء في سوريا مهمة لدرجة عدم إيقاف الدعم عنها».

ومن جهته، قال «المجلس الأطلسي» إنّ الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب واصل استكمال استراتيجية أوباما المتعلقة بتنظيم الدولة، وحقّق نصرًا، مقدّمًا الدعم في البداية لأصحاب الخوذ البيضاء، المتطوعين السوريين المدنيين، قبل أن يُوقفه مؤخرا؛ ما يكشف تجاهله لما يحدث في سوريا من مآسٍ إنسانية وجرائم عنف.

وأكد المجلس أنّ قرار ترامب بالتخلي عن هذا الدور الإنساني الأدنى يشير إلى التخلي الاستراتيجي الأوسع عن سوريا لصالح محور «روسيا وإيران».



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023