قالت صحيفة «ناشيونال»، في تقرير لها ترجمته «شبكة رصد»، إنّه في الوقت الذي يحتفل المصريون فيه بذكرى الانسحاب الإسرائيلي من سيناء، ما زال سكان سيناء أنفسهم يأملون أن تنتهي سريعًا «العملية العسكرية الشاملة سيناء 2018»، التي يقودها الجيش على «تنظيم الدولة». وبدأ مسلحو أبي بكر البغدادي هناك إطلاق هجماتهم بشكل جدي ومنتظم بعد الانقلاب العسكري الذي نظّمه السيسي ضد الرئيس محمد مرسي في 2013.
وقال أحمد يوسف (42 عاما)، مدرس، إنّ المواد الغذائية الأساسية منعدمة في سيناء بسبب الحملة العسكرية، التي عُلّقت أيضًا، ويواجه السكان صعوبة في السفر خارج المحافظة؛ ما يعني أننا في حرب شاملة.
وأمس، وضع السيسي إكليلًا من الزهور على قبر الرئيس الراحل محمد أنور السادات، العقل المدبر لخظة العبور في اكتوبر 197. لكن، بعد نحو أربعة عقود، أُغلقت المدارس والجامعات الحكومية في شمال سيناء، ويواصل الجيش حملته العسكرية؛ ما تسبّب في اضطرابات وإغلاق الأسواق وتدمير المزارع التي يعتمد عليها الأهالي.
وقال تامر الرفاعي، المتحدث باسم القوات المسلحة، إنّ الجيش يواصل تأمين وصول شحنات الطعام الطازج لأهالي سيناء وتوزيعها على سكان المناطق المختلفة التي تشهد حملات ضد الإرهابيين.
وتمكّن أفراد «تنظيم الدولة» في السنوات القليلة الماضية من قتل مئات الجنود والضباط التابعين للشرطة والقوات المسلحة في شمال سيناء، وفي أماكن أخرى من بر مصر، إضافة إلى استهدافهم للأقباط.
وقالت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، في تقرير لها يوم الاثنين الماضي، إنّ مكافحة الإرهاب في سيناء تركت نحو 420 ألفًا من سكان شمال سيناء في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية.
وأضاف المدرس أحمد يوسف، شكاوينا لا تعني أننا نعارض هذه الحملة؛ فالسبب الرئيس لوجود الجماعات الإرهابية في سيناء غياب قوات الأمن في الماضي، ونأمل القضاء على الإرهاب في سيناء.
أما محمد هارون، ضابط متقاعد وخدم أثناء حرب أكتوبر ضمن أفراد القوات الجوية، فقال إنّ الدعم المدني مفتاح الفوز على الإرهابيين في سيناء، التي عادت من «إسرائيل» وكانت نصرًا عظيمًا؛ ونحن الآن بحاجة إلى دعم شعبي لتحريرها من الإرهابيين الذين يحاولون العبث باستقرار مصر.
لكن، قالت «هيومن رايتس ووتش» إنّ هدم المنازل المستمر، والإجلاء القسري عند معبر رفح الحدودي بين مصر وغزة، تركا عائلات مشرّدة أو أرغمتهم على العيش في أماكن مزدحمة مع أقاربهم.
وقال ياسر عبدالعزيز (43 عامًا)، تاجر مواد بناء في الشيخ زويد، إنّ الحرب الأخيرة أجبرتهم على الانتقال إلى الزقازيق للعيش مع أقاربهم؛ وبمجرد انتهاء الحظر على حركة المرور سيتمكن من العودة وزوجته وأبنائه الثلاثة. لكن، بعدما تصبح الأمور أكثر استقرارًا.
وتضم سيناء نحو 400 ألف بدوي، يمثلون 70% من السكان المحليين، وهم غير مندمجين بشكل كامل في المجتمع المصري؛ واشتكوا مرارًا من التمييز الحكومي ضدهم، وتستهدفهم الجماعات المتطرفة.
وقاد الإرهابيون هجومًا فتّاكًا على مسجد بلال في قرية الروضة ببئر العبد في نوفمبر الماضي؛ فقُتل أكثر من 300 مُصلٍّ، ومثّل الهجوم نقطة تحوّل للسكان المحليين، الذين تحولوا إلى هدف للجماعات الإرهابية. وقال نعيم جبر (50 عامًا)، المنسق العام لقبائل شمال سيناء، إنّ «هذه أرض أجدادنا، وليست ملكًا للإسرائيليين؛ ولن تصبح أرضًا لتنظيم الدولة».
وقال الناطق الرسمي باسم الجيش «تامر الرفاعي» أمس الأربعاء إنّ الجيش الميداني الثالث قتل القيادي في «ولاية سيناء» ناصر أبو زكول بعد تبادل إطلاق نار مكثف مع التنظيم في المناطق الجبلية الوعرة وسط سيناء، مضيفا أن أكثر من 150 إرهابيًا قتلوا في التاسع من فبراير.