قال الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، إن مطالبة 300 شخصية فرنسية بتجميد آيات في القرآن الكريم، يدعون أنها تحث على قتل غير المسلمين، غير مبررة وغير مقبولة وهي والعدم سواء.
وأضاف شومان، في تصريحات صحفية له، صباح الخميس، أن «تلك الدعوة تدل على جهل مطبق لديهم على أفضل تقدير، فليس لدينا آيات تأمر بقتل أحد دون ارتكاب جريمة من الجرائم الموجبة لقتل الفاعل كقتل الغير عمدا، أو رفع السلاح لقتالنا، ولسنا مسؤولين عن عدم فهم الآخرين لمعاني الآيات وأخذهم بظاهرها دون الرجوع إلى تفاسير العلماء لها».
وتابع: «ما ظنه الداعون آيات تنادي بقتلهم، هي آيات سلام في حقيقتها، فآيات القتال كلها واردة في إطار رد العدوان إذا وقع علينا وليس إيقاعه على الغير، وهذا مبدأ لا خلاف حوله حتى بين المطالبين بتجميد هذه الآيات، فكل الأديان وحتى التشريعات الوضعية تقر حق الدفاع عن النفس والوطن والعرض وغيرها من صور الاعتداء».
واستطرد: «حتى الأمر بإعداد القوة لإرهاب المعادين في قوله تعالى (وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ…) هي في حقيقتها آية سلام؛ لأن من يفكر في حربنا إذا اطلع على قوتنا خاف من مواجهتنا، فامتنع عن الاعتداء علينا فامتنع عن قتالنا ونحن لانقاتله طالما سالمنا، فكان إعداد القوة والتسلح بها مانعا للحرب بيننا وبينهم».
واختتم وكيل الأزهر تصريحاته قائلا: «فليفهم هؤلاء كتاب الله فهما صحيحا، أما إذا اعتمدوا على فهمهم المغلوط فليذهبوا بفهمهم ومطالبتهم إلى الجحيم».
ونددت قيادات من مسلمي فرنسا بمقال نُشر، الأحد الماضي، وتضمن مطالبة بحذف آيات القرآن؛ حيث اعتبرت ما تضمنه المقال «نوعا جديدا من معاداة السامية».
ويتحدث المقال الذي نشرته صحيفة «لو باريزين» تحت عنوان «ضد معادة السامية الجديدة» عن «تطرف إسلامي»، ويدق ناقوس الخطر ضد ما اعتبره «تطهيرا عرقيا صامتا» تتعرض له الطائفة اليهودية في المنطقة الباريسية.
وحث الموقعون الـ300 على المقال -وبينهم الرئيس الأسبق «نيكولا ساركوزي» ورئيس الوزراء السابق «مانويل فالس» والمغني «شارل ازنافور» والممثل «جيرار ديبارديو»- سلطات المسلمين على تعطيل آيات من القرآن ادعوا أنها «تحث على قتل ومعاقبة اليهود والمسيحيين والملحدين».