كان من المفترض أن تصبح قضية إزعاج السائحين في مصر شيئًا من الماضي بعد أن أقر مجلس النواب قانونًا يسمح للسلطات بردع الذين يضايقون السياح، سواء بقصد التسول أو الترويج أو عرض سلعة أو خدمة معينة أو بيعها؛ بفرض غرامة تصل إلى عشرة آلاف جنيه عليهم.
هذا ما تراه صحيفة «الجارديان» البريطانية في تقرير لها، ترجمته «شبكة رصد»، تحدث عن بدء عودة السياحة واستمرار تعرّض السياح لمضايقات مستمرة من البائعين؛ خاصة في أنشطة ركوب الجمال وشراء تماثيل منحوتة تشبه الأثرية، مضيفة أنّ الحكومة المصرية تأمل في حماية صناعة السياحة الهشة والمتدهورة، التي كانت مصدرًا رئيسًا للدخل القومي، وانهارت عقب الاضطرابات التي شهدتها مصر في السنوات الأخيرة.
ونفى «عسكر صالح»، الذي يقدم للسياح خدمة ركوب الجمال بجوار أهرامات الجيزة، الموقع الأكثر جاذبية للسياح وفيه تباع الهدايا التذكارية وتُقدّم خدمات ركوب الخيل إليهم، وجود أيّ مشكلة أو مضايقات، مضيفًا أنّه من الممكن أن تذهب لزيارة المتحف المصري أو تزور الأهرامات وأضمن لك ألا يزعجك أحد.
وقال مرشد سياحي مصري يعمل في الأقصر، رفض الإفصاح عن هويته، إنّ القانون سيستهدف «الذين يقاتلون سعيًا وراء لقمة عيشهم وإطعام عائلاتهم. لم أسمع قط عن أي قانون طُبّق هنا».
بينما يرى نواب مجلس الشعب ومسؤولون سابقون أنّ العقوبة يجب أن تكون أكثر صرامة، مع فرض غرامات تصل إلى 20 ألف جنيه.
وقال وزير الآثار السابق «زاهي حواس»، في برنامج تلفزيوني مصري، إنّ غرامة العشرة آلاف جنيه غير كافية؛ مطالبًا بتوقيع عقوبة السجن بجانبها، موضحًا أنّ من يفعلون ذلك يؤذون السياح ويضرون بمصدر دخل البلد الرئيس.
وانخفضت أعداد السياح الأجانب بمصر في السنوات الأخيرة من 14.7 مليونًا عام 2010؛ بسبب الاضطراب السياسي لثورة 2011 والانقلاب العسكري عام 2013، فُعلّقت جميع الرحلات الجوية من روسيا والبريطانية إلى شرم الشيخ (جنوب سيناء)؛ بعد إسقاط «إرهابيين» طائرة ركاب في أكتوبر 2015، كان معظمهم من الروس.
وأعلن «تنظيم الدولة» مسؤوليته عن الحادثة، وتبيّن فساد أجهزة الأمن، التي سمحت بمرور القنبلة مقابل رشاوى مالية؛ ما فتح الباب أمام الهجوم على النظام الأمني في مصر وتفشي الفساد فيه للدرجة التي أصبحت تهدد حياة المصريين والوافدين أيضًا.
وبسبب الحادثة؛ اضطرت مصر إلى قبول مفتشين يراقبون نظام الأمن في المطارات المصرية وتحديث أسلوب المراقبة وتفتيش الركاب. لكن، مع بداية عام 2017، بدأت السياحة في مصر تنعم ببعض الانتعاش؛ وقفز عدد السياح الوافدين من 8.3 ملايين شخص مقارنة بـ5.4 ملايين في العام السابق له (2016).
وقالت مجموعة أكسفورد للأعمال إنّ الرحلات الجوية المباشرة بين روسيا والقاهرة اُستؤنفت مرة أخرى هذا الشهر.