أكدت صحيفة «فويس أوف أميركا»، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، سيحاول إقناع الرئس الأميركي دونالد ترامب بضرورة التراجع عن الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، عن طريق محاولة إقناعه بأن الاتحاد الأوروبي سيفعل نظام العقوبات الخاصة ضد إيران انتقاما من سلوكها الخبيث في أماكن مثل سوريا واليمن، إلا أن الصحيفة توقعت أن يفشل ماكرون، مؤكدة أن ترامب عازم على الانسحاب.
من المقرر أن يزور الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الولايات المتحدة، رسميا، الأسبوع المقبل، في الوقت الذي تطغى فيه على الساحة السياسة الأميركية، الانسحاب من الاتفاق النووي الإراني، وانتهاء مدة إعفاء الاتحاد الأوروب من تعريفة الصلب والأمونيوم الأميركية.
وتعتبر زيارة ماركون إلى واشنطن، أول زيارة يقوم بها رسميا منذ تولي دونالد ترامب الرئاسة، وكان ترامب وماكرون صاغا شراكة غير محتملة، وهي العلاقة التي وصفتها وسائل الإعلام بالرومانسية، وواحدة من أبرز العلاقات الدبلوماسية في التاريخ.
ولاحظ نيل غاردينر، مدير مركز مارجرت تاتشر للحرية، أن علاقة ترامب وماكرون واحدة من العلاقات التارخية الغير متوقعة، مضفا أنه من الواضح أن إيمانويل ماكرون مختلف تماما عن ترامب في العديد من النواحي الإيدولوجية، إلا أن الزعيمين شكلا علاقة براجماتية للغاية.
الاتفاق النووي الإيراني
ووفقا لمسؤول كبير في الإدارة الأميركية، سيشمل برنامج زيارة ماكرون، تناول العلاقات الوثيقة بين البلدين، وقضايا التجارة والاستثمار والمخاوف الأمنة المشتركة، مثل مكافحة الإرهاب، والقضية السورية.
ومن المتوقع أن يكون الاتفاق النووي الإيراني، أو خطة العمل المشتركة، في مقدمة موضوعات المحادثات الثنائية، مضيفا أن زيارة أنجيلا ميركل إلى البيت الأبيض في وقت لاحق من هذا الأسبوع، كانت محاولة لإنقاذ الصفقة قبل اللحظات الأخيرة، قبل الموعد النهائي الذي حدده ترامب ف 12 ماو المقبل، حيث هدد بانسحاب الولاياتا لمتحدة إذا لم تنفذ شروطها.
وقال مسؤول كبير في الادارة للصحفيين، إنه من الصعب تحديد مستوى التفاصيل التي سيبحها الزعيمان فيما يتعلق بالاتفاق النوو، مؤكدا أن المناقشات مع الحلفاء الأوروبيين لم تتم بعد، مضيفا أن أولويات الرئيس فيما يتعلق بخطة العمل المشتركة، برنامج الصواريخ الباليستية، وأنشطة إيران الخبيثة في منطقة الرشق الأوسط والعالم.
وكان ترامب طالب بتعديل الاتفاق النووي الذي أبرم في 2015 بواسطة إيران مع 6 قوى عالمية كبرى، بريطانيا وأميركا وألمانيا وفرنسا وروسيا والصين؛ للحد من برنامجها النووي، مقابل تخفيف العقوبات الدولية التي أعاقت نمو اقتصادها.
ووصف ترامب الاتفاق الذي توصلت إليه إدارة أوباما، بأنه أسوأ صفقة تم التفاوض عليها على الإطلاق، مدعيا أن إيران ستحقق بسرعة هائلة القدرة النووية، بنهاية الاتفاق الذي تبلغ مدته 10 سنوات.
وأضاف غاردينير، أن ما سيقدمه ماكرون بهذا الخصوص، سيكون مثير للاهتمام، مضيفا أنه إذا لم يتم اتخاذ تدابير لتعزز الصفقة، فإن الولايات المتحدة ستسقطها، مضيفا: هذا ما أتوقع أن ترامب سيفعله، موضحا أن الأوربيين فشلوا في إقناعه.
ولا يرى «إيرك جونس»، مدير الدراسات الأوروبية الآسيوية في جامعة جونز هوبكنز، أن ترامب سغير رأيه بشأن إيران بعد اجتماعه مع ماكرون، مصيفا أن الأوروبيين يعتقدون ذلك أيضا.
وأضاف: هم يأملون في إقناع ترامب بأنهم سيفعلون نظام العقوبات لمعاقبة إيران على سلوكها في سوريا واليمن وأماكن أخرى، ومن المقرر بالنسبة إليهم أن يكون ذلك سببا كافيا إقناع ترامب بالتراجع عن رأيه.
التجارة الأميركية الأوروبية
وفيما يتعلق بالتجارة، ستكون أولوية ماكرون محاولة الحصول على استثناءات في مسألة تعريفة الصلب والأمونيوم، إلا أن مسؤول كبير في الإدارة الأميركية، أكد أنه من الصعب التأكيد بأن هناك إعلان تجاري سيعلن بعد الاجتماع مع الرئيس الفرنسي.
وقال جونز، إن هناك الكثير من الخلافات حول المسائل الاقتصادية مع الاتحاد الأوربي، موضحا أن ترامب لم يفهم حتى الآن أو يستوعب فكرة أن الاتحاد الأوروبي كيان تجاري واحد، ولم تقترب الولايات المتحدة خلال الفترات الماضية من فرنسا كثيرا، بل كانت تتعامل مع ألمانيا ودول أوروبية أخرى، اما الآن تتطلع إلى عقد اتفقات ثنائية مع ماكرون.
من جانبه سيحاول الرئيس الفرنسي، دفع الولايات المتحدة إلى التقارب في سياساتها مع دول الاتحاد الأوروبي، سواء فما يتعلق بالاتفاق النووي الإيراني أو الاتفاقات التجارية والرسوم التعريفية.
https://www.voanews.com/a/macron-visit-preview-iran-deal-trade/4359646.html