بدأت الإمارات، في تنفيذ قراراها بشأن إغلاق مستشفى بن زايد الخيري بمقديشو؛ عقب أزمة راهنة بين البلدين؛ حيث فككت أبوظبي المستشفى، وشرعت في نقل المعدات إلى مقر السفارة الإماراتية شرقي العاصمة مقديشو، فيما ردت الحكومة الصومالية، بالمطالبة باحترام سيادتها، وإعادة النظر في اتفاقية ميناء بربرة.
ويأتي التصعيد في إطار أزمة، بدأت عندما صادرت قوات صومالية مبلغ 9 ملايين و600 ألف دولار في مطار مقديشو الدولي، وقالت السفارة الإماراتية بمقديشو إنها كانت مخصصة لدفع رواتب القوات الصومالية التي تشرف على تدريبها، فيما تؤكد الحكومة الصومالية أنها مهربة من أجل تمويل الجماعات الانفصالية في الصومال.
أزمة ميناء بربرة
وأمس الأحد، قال وزير الخارجية الصومالي، أحمد عيسى عوض، إنه يجب على شركة موانئ دبي العالمية أن تعيد النظر في عقدها مع منطقة أرض الصومال وأن تعمل مع السلطات الاتحادية حتى لا يحدث انتهاك لسيادة الصومال.
وأوضح عوض، في مقابلة مع رويترز، أن الاتفاق الذي أبرمته موانئ دبي العالمية، العام الماضي، لتطوير منطقة اقتصادية في ميناء بربرة في أرض الصومال «تجاهل السلطة الشرعية» للصومال وأحدث «سوء فهم وخلافا» ما زال دون حل.
ونفى الوزير ما تزعمه السلطات الإماراتية من أنها كانت قد وقعت اتفاق ميناء بربرة مع حكومة صومالية سابقة قائلا إنها لم تقدم دليلا على ذلك.
وعلقت أريان ريمي، أستاذة السياسة بجامعة «السوربون» الفرنسية، في تصريحات للشرق، بأن الأزمة الأخيرة بين أبوظبي ومقديشو كشفت أبعادا كثيرة لمطامع الإمارات في إفريقيا سواء في دول الشرق أو الغرب الإفريقي.
وتوقعت ريمي، أنه بعد تصدي مسؤولي الصومال بحزم للامتداد «الاستعماري» للإمارات وطرد شركة موانئ دبي وتطهير أنظمتهم من أعوان وجواسيس أبوظبي وكشفهم لمجلس الأمن والأمم المتحدة هذه المخططات، فإنه من المقرر أن يتراجع نفوذ أبوظبي نهائيا خلال الأيام المقبلة في العديد من دول إفريقيا.
وقال فرماجو: «على الرغم من الظروف الصعبة لاقتصاد البلاد وحالات الأمن إلا أن الشعب الصومالي ودولته لا يقبلان التدخل الأجنبي السافر ليعبث في ثروات البلاد» -في إشارة لدولة الإمارات، مضيفا أن الصومال لا يقبل كذلك الاعتداء على شبر واحد من أراضي جمهورية الصومال الفيدرالية.
نشطاء يتحدثون عن الأزمة
وأخذت الأزمة بين البلدين اهتماما كبيرا بين النشطاء الصوماليين، الذين أكدوا أن حاجة الصومال لبعض الخدمات التي تقدمها الإمارات لن تكون الطريق الذين يسيرون فيه للنيل من سيادة بلادهم والسيطرة على قراراتهم.
وتعليقا على ما ينشره الإعلام الإماراتي بشأن مساعدات الصومال، فندت الباحثة الصومالية سمية شيخ شولي، الخدمات التي تقدمها الإمارات لدولة الصومال، وكيف كانت تستغلها من أجل التأثير على السياسة الصومالية في البلاد.
وقال شولي، في تصريحات لـ«رصد»، إن الأزمة بين الصومال والإمارات ليست جديدة «بدأت جديا بعد اشتراط الأخيرة على الرئيس السابق حسن شيخ محمود إخراج تركيا من الصومال مقابل دعم حملته، وهو ما لم يحدث، ثم دعمت المرشح عمر عبدالرشيد فخسر».
وأوضحت أن الإمارات «لم تهضم للصومال موقفها الحيادي من الأزمة الخليجية، فلجأت إلى تقديم رشاوى لحكام الولايات الفيدرالية لدعم المحور الإماراتي السعودي، فأصدرت الولايات كلها بيانات تدعو الحكومة لمراجعة الموقف الحيادي».
وأشارت الباحثة إلى ما أسمته دولة الإمارات «الجميل في حق الصومال»، وقالت إن أبوظبي تقصد أنها تعتبر الرابط بين الصومال والعالم، مثلا لا توجد خطوط طيران مباشرة بين الصومال والعالم، لذلك يأتي المسافر من أميركا، وينزل في دبي ثم يستقل طائرة تابعة لشركات خاصة صومالية، إضافة إلى عدم وجود نظام حوالات رسمي، فيعتمد الصومال على الحوالات الخاصة remittances، وجميع مقراتها الرئيسية دبي.
وتابعت شولي، أن إحدى المسائل التي تعتقد الإمارات أنه دعم للصومال هو «النقل البحري»؛ فمنطقة جبل علي تعتبر محورا أيضا، وكل البضائع التي يصدرها الصومال وعلى رأسها المواشي، والبضائع التي نستوردها كلها تمر وتنقل عبر دبي بسبب عدم وجود خطوط ملاحية مباشرة.
واستدركت، بأن «الإمارات استفزت الصومال بدعم القيادات الانفصالية في صوماليلاند، وأقامت معسكرات غير مرخصة»، لافتة إلى أن الحكومة الحالية جديدة وليس لدى أبوظبي ما تبتزها به، لذا وقفت لهم بالمرصاد»، مشيرة إلى أن «أبوظبي رأت الصومال ناكرة للجميل لمجرد أن الحكومة لم تصبح تابعا لها».
وانتقد الكاتب والإعلامي الشافي أبيدون، في مقال له الحملة التي تقودها الإمارات ومصر، وقال: «لا يزال إعلام الإمارات ومصر يهاجم الشعب الصومالي والحكومة الفيدرالية، من دون اكتراثٍ بمعايير الإعلام ومتطلباته المهنية والموضوعية من أجل تشويه الصومال».
وأضاف «وسم الإرهاب والقرصنة والإخونجية مصطلحات ثلاثة لا تفارق مقالات كتاب صحف ومواقع عربية عدة، أبرزها المصرية والإماراتية».
ودشن نشطاء صوماليون، وسم «الصومال تتحدث»؛ للرد على الشبهات والاتهامات الإماراتية لدولة الصومال.
الصومال التى عاشت سنوات طويلة في حرب أكلت الأخضر واليابس تعيش اليوم فترة جديدة في عهد دولة فتية تحاول نسيان الماضي والانطلاق نحو مستقبل مشرق، كل الامنيات لإخواننا في الصومال دوام الأمن والاستقرار والازدهار #الصومال_تتحدث pic.twitter.com/Bb2WaRofdA
— مختار الرحبي (@alrahbi5) April 22, 2018
#الصومال_تتحدث عزة وكرامة زرت مقديشو مرة واحدة قبل الحرب الأهلية وقتها كانت من أفضل العواصم الافريقية نظاما وأمنا إلى أن انهار نظامها فدخلت في الفوضى واليوم يسترد هذا البلد الجميل عافيته نتمنى له مزيدا من الازدهار
— د. تاج السر عثمان (@tajalsserosman) April 23, 2018
#الصومال_تتحدث
٢٧ عاما لم تلتفت الينا أي دولة سوا بالمساعدات الإنسانية و الأطعمة والغذاء وعندما بدأنا نفوق من سكرتنا وبدأنا ببناء وطننا للأسف الشديد استغلتنا دول كنا نحسبهم من الإخوة ضعفنا و هواننا ولكن الدنيا دوارة والايام دول ونحن لن ننسى من احسن الينا ولن ننسى من أساء الينا— ali (@ksengaar) April 23, 2018
إن ما لا تعرفه بعض الدول ويخفي عنهم، بأن الصومال في تاريخه، كان يختار الحرية والاستقلال من أي خيار آخر يشم به رائحة الذل والمهانة، فاتحد جميع أطياف المجتمع الصومالي حاليا في الدفاع عن سيادة الوطن، وكرامة الأمة، وحرية القرار.#الصومال_تتحدث pic.twitter.com/YVMbIoDE3X
— Abdulkadir Mohamed Shaylilaah (@shaylilaah) April 23, 2018
هذا اللقاء في قناه دبي أشعل الشعب الصومالي على وسائل التواصل الاجتماعي في الفيس بوك و تويتر غضبا من تصريحات رئيس شركه موانىء دبي سلطان بن سليم
قائلا إن اعتراض الحكومه الصوماليه لا يعنينا !
ثم يتساءلون لم الصومال غاضبه ؟ لم لا تحترم المساعدات التي اعطيتلهاhttps://t.co/llxUru3vvC— Hiba shookari هبه شوكري (@hibashookari) April 22, 2018