قال الدكتور عطية عدلان، رئيس حزب الإصلاح، إنّ ياسر برهامي هاجم مسلسل «قيامة أرطغرل» بسبب ما يشكّله من تهديد لأفكاره ومن على شاكلته؛ فهو ينتهج عقيدة النخوع والركوع للسلاطين، والمسلسل التركي يحارب ذلك.
واعتبر الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، مشاهدة «أرطغرل» مصيبة؛ لأنّ مشكلته الكبرى «ليستْ فقط في الموسيقى والنساء، والخلط في التاريخ، وإدخال الأمور بعضها في بعض؛ بل الأخطر نشر فكر ابن عربي وتفخيمه، والناس لا تعرف عنه إلا مؤلفاته: فصوص الحكم، والفتوحات المكية».
لكن «عطية» أضاف في تصريح لـ«رصد» أنّ مسلسل «أرطُغرل» حمل رسائل ومضامين إسلامية وسياسية تتعلق بتوجهه الإسلامي الصريح والصدام مع الصليبية العالمية بكل وضوح؛ ومع ذلك حقّق أعلى نسبة مشاهدة في العالم لعمل تليفزيوني.
عودة تركيا إلى الصدارة
قال ياسر برهامي في فتواه، على الموقع الرسمي للدعوة «صوت السلف» ردًا على سؤال عن حرمانية مشاهدة المسلسل، إنّ هناك خطرًا آخر؛ وهو «تعظيم القومية التركية، وإظهارها كقيادةٍ للعالم الإسلامي. والبدع التي دبّت في جسد هذه الدولة، والخرافة والعصبية التركية في قرونها الأخيرة هو الذي أدى إلى أعظم مصيبة شهدتها دول العالم الإسلامي؛ بسقوطها واحتلال بلاد المسلمين مِن قِبَل الغرب، ثم في النهاية بسقوط الخلافة».
وردّ الدكتور عطية عدلان قائلًا: «نتيجة هذا التأثير الكبير في معركة الوعي، أظن أنّ هذا المسلسل من الأسباب التي أشعلت غضب أوروبا على أردوغان؛ فتوظيفُ الفن لتوجيه المجتمع إلى ثوابته، وهدم عقود من الإفساد باسم الفن؛ يعيدان تركيا إلى تاريخها، ويذيبان الأسوار والحواجز النفسية التي وضعها الغرب منذ سقوط الخلافة».
مبادرة ذكية
واعتبر «عطية» أنّ فتوى «ياسر برهامي» ضد ما وفّره المسلسل من دعم للرئيس رجب طيب أردوغان بشكل متواصل، ووقوف حكومة العدالة والتنمية خلفه؛ مثّل أداة للقوة الناعمة لإعادة صياغة المجتمع على القيم الإسلامية.
وأضاف أنّ «أردوغان قدّم مبادرة ذكية بالنزول بثقله وحكومته لاستخدام الفن أداة للتغيير والتأثير وألا يترك هذا المجال لخصومه، وتوظيف صناعة الفن التركية، التي تسيطر على شاشات العالم بالمسلسلات الدرامية، بتقديم فن راقٍ، يبني ولا يهدم، يستفيد من التقنيات والإمكانات المتاحة لكسب معركة العقول والأفكار».
وأكّد عطية عدلان أنّ «أرطغرل واحد من قائمة أبطال طويلة في التاريخ الإسلامي أظهروا عظمة الإسلام، الذي استوعب كل الأعراق والأجناس؛ وعندما ضعفت قوة العرب حملت الشعوب الأخرى الراية».