دخلت الانتفاضة الأحوازية، يومها الـ12، منذ أن بدأت 27 مارس الماضي، احتجاجا على عنصرية القنوات الإيرانية، بحق الشعب الأحوازي، ومحاولة طمس الهوية العربية، ما اعتبروها إهانة من «نظام الملالي»؛ حيث أسفرت عن مقتل وإصابة واعتقال المئات من المتظاهرين.
ويواصل الشعب الأحوازي على مدار سنوات، مطالبهم بتحرير إقليم الأحواز من الاحتلال الفارسي الذي امتد لأكثر من 93 عاما، منذ إسقاط آخر حکام الکعبيين وهو خزعل جابر الکعبي عام 1925، ومنح البريطانيون الإمارة الغنية بالنفط إلى إيران.
وردد المتظاهرين شعارات «بالروح بالدم نفديك يا أحواز»، «أنا عربي وافتخر والذي لم يعجبه ينتحر»، «الأحواز حرة حرة والأعجمي برى برى».
انتفاضة 12 يوما
بدأت الانتفاضة الأحوازية الأخيرة، في أعقاب بث تقرير تلفزيوني، اعتبروه إهانة بحق الاحواز، عندما وضعوا لكل شعب من الشعوب غير الفارسية دمية تخص لبسهم، لكنّ فيما يتعلق بالشعب الأحوازي وضعوا دمية أخرى تخص قومية فارسية على خارطة الأحواز، بحسب ما أوضح طارق الكعبي، أمين سر حركة النضال العربي لتحرير الأحواز.
وقال الكعبي، في تصريحات لـ«رصد»، إن «شرارة هذه المظاهرات انطلقت من مدينة معشور في الأحواز المحتلة، عندما احتفل الفرس بأول يوم عيد النيروز في معظم المدن الأحوازية، وكان الهدف من هذا الاحتفال ترسيخ الثقافة الفارسية؛ إذ إن أبناء مدينة معشور اشتبكوا مع القوات الأمنية والقائمين على ذلك الاحتفال».
وأضاف أن الشعب الأحوازي اعتبر تمثيلهم بدمية فارسية، إهانة لهم ولشعبهم؛ إذ قام الشعب الأحوازي بمدنه وأحيائه بمظاهرات عارمة هزت أركان الاحتلال الإيراني وكانت هنالك تعزيزات عسكرية قد جاءت من محافظات فارسية لقمع المتظاهرين السلميين».
تكتيك آخر وعنف مقابل
وأشار الكعبي إلى أن الشعب الأحوازي حاول الحفاظ سلمية المظاهرات، ومنذ يوم الأول الموافق 27 من مارس الشهر الماضي، اتخذوا طرقا عديدة لاستمرارية المظاهرات.
وأشار إلى اتخاذ الأحواز تكتيكا مختلفا بعد أن قامت القوات الأمنية بقمع المتظاهرين، وهو إطلاق مظاهرات ليلية حفاظا على أرواحهم، لكن القوات الأمنية قامت بفعلتها عندما قامت بحرق مقهى النوارس وحرق ما في داخله في حي الثورة وراح ضحية هذه الجريمة 14 قتيلا و17 جريحا.
وحمل الأحوازيون السلطات الإيرانية، مسؤولية الجريمة، وقال شهود عيان إن الأجهزة الأمنية طاردت عددا من الشباب المشاركين في الانتفاضة الأحوازية، وعند دخولهم في مقهى النورس، أضرمت النار في المقهى.
واعتبر أمين سر حركة النضال العربي لتحرير الأحواز، أن قمع إيران لمظاهرات الأحواز هو محاولة لحرف مسار المظاهرات وتخويف المنتفضين السلميين في الأماكن الأكثر سخونة.
وفي سياق متصل، أشار الناشط السياسي، ومدير وكالة أنباء تُستَر قاسم المذحجي إلى أن الشعب العربي الأحوازي منذ 11 يوما وهو يتظاهر سلميا ضد الممارسات العنصرية الممنهجة التي تُمارس بحقه من قبل الاحتلال، منددا بسياسة التغير الديموغرافي الحاصل في إقليم الأحواز العربي.
وأوضح المذحجي، في تصريحات لـ«رصد»، أنه بعد القمع الذي واجه المتظاهرين، ارتفع سقف المطالب إلى استرجاع حقوقه الوطنية المسلوبة التي انتزعتها إيران منذ عام 1925.
وأكد نشطاء على مواقع السوشيال ميديا، أن الأمن الإيراني هاجم منازل الأحوازيين، خلال الليلة الماضية، واعتقل المئات في مدن: الحميدية، حي الثورة، العين2، الملاشية، عبادان ومعشور وارتفع عدد المعتقلين إلى 400 شخص بينهم نساء وأطفال (11-15 عاما) وقاصرين.
اختفاء الدعم العربي ومطالب بتحريك القضية
وأكد الكعبي أن الأحوازيين مستمرون بانتفاضتهم وثورتهم ولَم تتوقف الثورات، لافتا إلى أنه فِي كل عام نشهد تحركا واسعا وقويا من الشعب الأحوازي، معلنين مرارا وتكرارا رفضهم وجود الاحتلال الفارسي على أرض الأحواز المحتلة ويستغلون جميع الفرص للتعبير عن رفضهم وتمسكهم بعروبتهم.
وندد أمين سر حركة النضال العربي لتحرير الأحواز بموقف العرب، ما يجري من قمع واضطهاد بحقهم؛ حيث إن هناك صمتا عربيا إزاء تلك الانتهاكات.
الخطوات القادمة