كثيرًا ما يتغنى حكام خليجيون بتوطيد علاقاتهم مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب وإدارته، سواء بالسعي إلى نيل رضاه عبر التعاقدات والاستثمارات وشراء الأسلحة من أميركا، أو عبر الهدايا الباهظة؛ وفي كل الأحوال المحصلّة استنزاف مادي ثم توبيخ وتشهير وهجوم.
أحدث هجومٍ ما كشفته شبكة «CNN» الأميركية بأنّ ترامب قال لحاكم دولة خليجية عربية في محادثة هاتفية يوم الثلاثاء الماضي: «من دوننا ما كنتم لتستمروا في مواقعكم مدة أسبوعين».
وأضاف، أثناء اجتماع مع مسؤولين بالبيت الأبيض، أنّ «الملوك الأغنياء لهذه الدول سيضطرون إلى التخلي عن طائراتهم الخاصة ونمط حياتهم الفخم إذا انسحبت أميركا من المنطقة».
وفي أواخر مارس الماضي، تحادث ترامب هاتفيًا مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، وكذلك مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني؛ وبرز ملف سوريا في النقاش.
تقاعس واستجداء
وفقًا لما نقلته مصادر مطلعة للشبكة الأميركية، فترامب وجّه حديثه نحو السعودية والإمارات؛ لتقاعسهما عن تقديم موارد كافية لمحاربة «تنظيم الدولة» في سوريا، وأعلن في خطاب ألقاه يوم 29 مارس أنّ بلاده ستنسحب قريبًا من سوريا و«تترك الآخرين يهتمون بالأمر»؛ بسبب الخلافات بينه وأعضاء فريق الأمن القومي في هذا الأمر.
لكنه قال في مؤتمر صحفي الثلاثاء الماضي إنَّ «السعودية مهتمة جدًا بقرارنًا، وقلت لهم: حسنًا، إذا أردتم أن نبقى فيتعين عليكم أن تدفعوا». وأضاف أنّ بلاده «أنفقت سبعة تريليونات دولار في الشرق الأوسط في السنوات الماضية ولم تجنِ سوى الموت والدمار».
وقال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، لصحيفة «تايمز» الأسبوع الماضي، إنّ القوات الأميركية يجب أن تبقى لمدة متوسطة على الأقل، إن لم يكن على المدى الطويل؛ مبرّرًا مطالبته بالقول إنّ «وجود القوات الأميركية داخل سوريا هو آخر جهد يوقف إيران عن مواصلة توسيع نفوذها مع الحلفاء الإقليميين».
وعلى الرغم من مساعي محمد بن سلمان لبقاء قوات أميركا في سوريا، حتى لو سيتكفّل بدفع التكلفة؛ فترامب طلب إنهاء المهمة ضد تنظيم الدولة هناك في غضون ستة أشهر. وعلى الرغم أيضًا من استنزاف ترامب لمحمد بن سلمان أثناء استقباله في البيت الأبيض قبل أسبوعين وإبرام صفقات بقرابة مائتي مليار دولار؛ عاد الرئيس الأميركي ليجدد قناعته التي لا تتغيّر.
فقبل انتخابه وتحركه نحو السلطة الأميركية، أفصح ترامب عن رؤيته للسعودية؛ فكتب على «تويتر» في 2014 أنّ حكامها «جبناء وعندهم النقود».
"@Silverfoxgranny: #SaudiArabia Saudi Arabia are nothing but mouth pieces, bullies, cowards. They have the money, but no guts"
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) September 11, 2014
ثم عاد مجددًا حديثه: «حتى الآن نشعر بالقلق تجاه سوريا، وكانت مهمتنا الأساسية إخراج تنظيم الدولة، واقتربنا من إتمامها… أريد أن أعيد القوات إلى الوطن لبدء إعادة بناء أميركا».