لا يجد المرء صعوبة في فهم التنافس السياسي أو الاختلاف المنهجي والأيدلوجي بين التيارات المتنافسة على الساحة السياسية المصرية فهذا التنافس إن كان شريفا ومصحوبا بحب الوطن وإعلاء مصلحته لا ريب يصب في مصلحة الوطن ويقويه وعلينا جميعا قبوله واحترامه .
أما إذا تحول هذا التنافس إلى صراع أشبه ما يكون بحروب الجاهلية وبمنطق الغابة فهو الحسرة والخيبة للوطن وللمتصارعين وهذا للأسف ما نراه الآن في بلدنا الكريم حيث تجرد المتصارعون من كل معاني الإخلاص والأمانة والحياد وهذا ليس حبا للوطن وإنما إعلاء للمصالح الذاتية وتنفسيا عن الكراهية والعداوة وليس التنافس الشريف وإلا كيف تفسر ما يفعله ويقوله مدعو الثقافة ومحتكروا النجومية والنخبوية والذي كان آخره وليس نهايته ما قاله المفكر والأديب مريد البرغوثي في تدوينته على تويتر حيث قال( سيقف المؤرخون كثيرا ليفهموا كيف تحول الأخوان من أعداء لمعاهدة السلام والكويز إلى مدافعين عنها ) ولا أعلم من أين أتى هذا الكاتب المحترم بهذه المعلومة وكيف استطاع ضميره أن يمرر هذا الظلم البين والافتراء العجيب إذ كيف نساوي بين من يرضى بالمذلة حتى يكون قادرا على رفعها وتحويلها إلى كرامة في الوقت المناسب وبين من شارك في صنع هذه المذلة كيف نساوي بين حاكم وجد هذا الوضع أمامه ويسعى جاهدا لتغيير المعادلة وامتلاك الإرادة وبين من خانوا الله والوطن وأورثونا هذه المذلة هل كان يجب على الحاكم الآن أن يعلن الحرب على إسرائيل في ثاني ايام توليه الحكم ليرضى عنه البرغوثي ومن على شاكلته
هذا والله هو عين الافتراء والظلم والمساواة بين الضحية والجلاد
