شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

زحالقة لـ«ميدل إيست آي»: مسيرة العودة الكبرى مرحلة جديدة من النضال الفلسطيني السلمي

مسيرة العودة الكبرى

أكدت صحيفة «ميدل إيست آي»، أن مسيرة العودة الكبرى في فلسطين، مهدت لصفحة جديدة من أشكال المقاومة السلمية التي تحظى بتأييد الجميع، جماهير ونخب، خاصة بعد فشل المفاوضات الأخيرة بخصوص القدس وعملية السلام، كاشفة في مقال لـ«جمال زحالقة»، العضو في الكنيست الإسرائيلي، أنها أعادت أيضا احترام المسيرات السلمية، موضحا أنه يمكن استغلالها فيما بعد في عملية المصالحة التي يريدها الشعب الفلسطيني، وتشكل حجر الزاوية لطرق جديدة من المقاومة، خاصة وأنها أثبتت فاعليتها طوال السنوات الماضية، ليس في فلسطين فحسب بل في الدول العربية التي شهدت ثورات الربيع العربي في 2011.
وأضاف الكاتب، وفق ما ترجمت «شبكة رصد»، أن مسيرة العودة الكبرى كشفت أيضا، عن حقيقة بديهية لكنها عظيمة، الصراع بين الحق والباطل وبين الضحية والمعتدي، بين وحشية الاحتلال الذي يسعى لحماية سرقته وشاجعة الفلسطينيين الذين يسعون لاكتساب حياتهم الطبيعية واستعادة ممتلكاتهم المسروقة.
المسيرة، نقلت حكاية الشعب الفلسطيني، فيما يدعي الكيان الصهيوني أنه يمتلك حق الدفاع عن نفسه، وعن قدسية حدوده كما يحب أن يطلق عليها، إلا ان الروايتان لا تتساويان أبدا، فشتان بين سارق ومسروق، كما ان مطالب الضحية والجاني لا يمكن أن تتساوى، فلدى الجاني مصلحة في إهخفاء حقيقة ما وتزويرها أما مصلحة المجني عليه، تمكن في كشف تلك الحقيقة.
إسرائيل دائما ما تخاف من القوة الأخلاقية للقضية الفلسطينية، وتخشى الكشف عن الحقيقة وانهيار روايتها، القائمة على الكذب والخداع، واكثر ما يخيفهم هو مسيرة لشعرات الآلاف، يحملون خلالها أسماء بلدانهم وقراهم الأصلية.
وعلى مدار السنوات الماضية، مضدت إسرائيل في حبك روايات موثوقة لمواجهة الرواية الفلسطينية، معتمدة على جماعات المقاومة المسلحة، ومدعية أنهم إرهابيون، ومع ذلك، فالمشهد الذي شاهدناه في فلسطين، ى يمكن ضحده أو إنكاره كالعادة، وعندما تصاب إسرائيل بالذعر فإنها تفتح النار، بدلا من التبريرات، وهو ما حدث بالفعل.
في التقاليد الإسرائيلية، فالتبراير أقل أهمية من فتح النار، خاصة وأن إسرائيل تمتلك بالفعل ترسانة من الذرائع لتبرير جميع جرائمها بغض النظر عن مدى وحشيتها وقذراتها.
فرغم ان مسيرة العودة كانت سلمية بشكل كامل، خاصة وأنه لم يتم تهديد أي جندي إسرائيلي، إلا ان القوات الإسرائيلية شرعت في إطلاق النار عليها، تحت دعوى الدفاع عن النفس، هذا هو منطق اللص «احتل واغتصب الأرض، واطلق النار على من يريد استعادته»، لكن على كلٍ، فالانتفاضات الشعبية تنفجر عندما يفقد الجميع الأمل.
ولا يمكن لأحد أيضا أن يدعي أن قوات الاحتلال الإسرائيلي أطلقت النار عن طريق الخطأ، خاصة وأن بعضهم اعترف بشكل واضح وصريح أن إطلاق النار كان عمدا ومتعمدا ومخطط سلفا، ويستهدف أولئك الذين تصفهم إسرائيل بـ«الاستفزازيين»، وهو ما يشير إلى أنها جريمة محددة سلفا ومدروسة، خاصة وأن الإجراء اتخذ من قبل هيئة رسمية وجيش نظامي، إلا انه وفقا للكاتب «قتلهم إسرائيل لتظاهرهم في سلام».
ولجأت الدولة الصهيونية إلى اختلاق ادعاء جديد، مدعية أن المسيرات السلمية كانت مجرد تغطية على عمليات عسكرية، وبعد إعلان هذا الإداء مباشرة في بيان رسمي للجيس الإسرائيلي، قتلت القوات الإسرائيلية، أربعة متظاهرين فلسطينيين، مدعية أنهم إرهابيون، ثم تلا ذلك ادعاء بأن من قتل على يد الجيش الإسرائيلي هم مخربون وحتى مقاتلين، وبهذه الطريقة وضعت إسرائيل يدها على السرد المعتمد على استخدام تعبير ومفهوم الإرهاب، لارتكاب المزيد من المذابح.
وبغض النظر عن قليل من اليساريين اليهودج في إسرائيل، فإن الدولة الإسرائيلية بمؤسساتها وهيئاتها، وقفت إلى جانب جهودهم، ودعمتهم بعد قتلهم الفلطسينيين الغير المسلحين، وشملت تلك المؤسسات، الحكومة وقادة الجيش والقادة السياسيين في الائتلاف الحاكم وائتلاف المعارضة والصحافة، وجميعهم تصرفوا كأنهم مكرسين طواعية لخدمة جيش الاحتلال.
وأكد الكاتب أن العنف الإجرامي الذي أبدته إسرائيل، تجاه المسيرة، متعمد وتم التخطيط له مسبقا، ويهدف إلى إحراق وعي الفلسطينيين وخلق حالة من الردع لمنع ما تخشاه الدولة الصهيونية، ألا وهو الكفاح الشعبي الشامل والتجمعات الجماهيرية التي تخترق الحدود، وتعتبر إحدى المفارقات هي أن الانتفاضة الشعبية تندلع عندما يفقد الناس الأمل وعندما تواجه القوى السياسية طريقا مسدودا، وعدم قدرتها على إنقاذ مواطنيها من أزماتهم المعيشية.
ومثل تلك الانتفاضات دائما ما توقظ الأمل وتوقظ الحلم وتنفجر في وجه الواقع الذي لم يعد بالإمكان تحمله، وبالمسيرة التي انطلقت من غزة، كتب الشعب الفلسطيني التاريخ ومهد للعودة إلى طريق الحرية والاتقلال، وإعادة احترام الحركات الشعبية السلمية التي هزت عروش الحكانم والطواغيت العرب منذ سبع أو ثمان سنوات، وحتى في فلسطين عندما أجبرت قوات الاحتلال على التراجع عن إقامة بوابات إلكترونية على مدخل المسجد الأقصى في مدينة القدس.
مرحلة جديدة
ففي أعقاب العرقلة التي شابت المفاوضات بقيادة محمود عباس، ونظرا لمحاولات قتل حركة حماس وجناحها المسلح، لاقى النضال السلمي إجماع الفلسطينيين، نخب وجماهير على حد سواء، وعلى هذا النحو مثلت مسيرة العودة الكبرى، بداية جديدة تبشر بمرحلة جديدة من النضال الفلسطيني، الذي يحظى بتأييد الجميع، ويمكن أن يصبح حجر الزاوية في عملية المصثالحة التي يطالب بها الشعب الفلسطيني.
http://www.middleeasteye.net/columns/gaza-challenges-its-destiny-538898827



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023