قال جنرال إسرائيلي، إن سلطات بلاده اعتقدت أن جلب الجيش الإسرائيلي قواته إلى حدود قطاع غزة سينجح في وقف المتظاهرين الفلسطينيين، لكنه اعتبر أن حركة حماس نجحت في التسبب لأقوى جيش في الشرق الأوسط بالدخول في حالة استعداد قصوى، وإرسال رئيس الأركان للإشراف على الحدث بحد ذاته هو إنجاز لحماس، بحسب «الخليج الجديد».
ونشرت صحيفة «إسرائيل اليوم»، مقالا للجنرال احتياط، «رونين ايتسيك»، حول مسيرة العودة، قائلا: «قبل بدء المسيرة الجماهيرية قرب السياج مع غزة من الممكن القول إن النتائج حتى الآن هي مشكلة بالنسبة للجيش الإسرائيلي: الحوادث الأمنية على الجدار، واحدة منها كان بالغ الخطورة على وجه الخصوص، استجلب الآلاف من الجنود إلى المنطقة، وقائد هيئة الأركان العامة جاء هو شخصيا لقيادة هذا الحدث، يوضح هذا الواقع أن المعركة لها محورين: المحور العسكري ومحور الوعي».
وتابع: «المحور العسكري، من المنطقي أن نقول إن الجيش الإسرائيلي سيكون بقدر المهمة- سيكون احتكاكا، إلا أن الجيش الإسرائيلي سينجح في منع وصول الآلاف إلى (إسرائيل) وسينتهي كل شيء عند السياج. قد يكون هناك من ينجح في اختراق عمق تكتيكي يتراوح من 1-2 كيلومتر، لكن عمق الجيش الإسرائيلي سيعترضهم ويمنعهم من الوصول إلى المناطق التي قد يشكلون فيها تهديدا».
وأضاف الجنرال: «يقوم الجيش بإعداد بنية تحتية ونظام واسع للقوات، وفي هذا السياق، لن تذهب مظاهرة حماس إلى أبعد من اللازم».
وأردف: «مع ذلك، يبدو المحور الثاني إشكاليًا بالنسبة للجيش الإسرائيلي كمنظومة ومن يقف على رأسه- محور الوعي، أولا، أحداث التسلل هذا الأسبوع أدت إلى تقويض الثقة لدى سكان غلاف غزة، وبعضهم فقد الثقة بالجيش. وعلامة على كثافة الضرر هو عدد العائلات التي ستقيم في مكان آخر ليلة هسيدر (عيد الفصح)، أي ليس في منازلها».
وتابع: «علاوة على ذلك، فإن ما نشر حول أن رئيس الأركان، الجنرال غادي آيزنكوت، هو من سيقود الحدث شخصيا، أمر محير تماما. ما هي الرسالة؟ بعد كل شيء، هذا ليس قائد كتيبة الذي يمنح وقته يوم السبت من أجل الاستنفار الذي سببته حماس، حماس جلبت رئيس هيئة الأركان إلى الجنوب، وربطته في المنطقة. رسالة مثال شخصي واضح، ولكن ضد من؟ مجتمعه، هذا القرار قزّم رئيس الأركان».
وأشار إلى أن «أثر الوعي هو أن القوات الإسرائيلية، التي يرأسها أكبر رأس فيه، تقف ضد المدنيين الأبرياء، وقد تحقق بالفعل. ولكن ما الذي يمكن تعلمه من هذا؟».
وأردف الجنرال الإسرائيلي: «إن نجاح حماس في حشد عشرات الآلاف سيكون إنجازا رائعا بالنسبة لها- سيكون اعترافا بسلطتها، وأيضا سلاحا ليوم القيامة».
واستطرد بالقول: «إذا لم تستجب الجماهير للفكرة، فسيكون بالإمكان إعلان نجاح إسرائيلي عظيم، وإذا لا، سنضطر إلى إطلاق رصاصة واحدة، ذلك سيحدث أكثر. اللعبة الحالية تدور حول الوعي، وحتى يومنا هذا، على الأقل، لم تكن النقطة القوية للجيش الإسرائيلي».
واستشهد 17 فلسطينيا وأصيب المئات برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال «مسيرات العودة».
وبمناسبة إحيائهم «يوم الأرض»، تدفّق عشرات آلاف الفلسطينيين، خصوصا من الأطفال والنساء، الجمعة، على المنطقة المحاذية للحدود بين غزة و(إسرائيل) في مسيرة احتجاجية أطلق عليها «مسيرة العودة الكبرى».
ومن المقرر أن تستمر حركة الاحتجاج هذه 6 أسابيع، وذلك للمطالبة بتفعيل «حق العودة» للاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي طردوا منها، وللمطالبة أيضا برفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة.
وتزامنت «مسيرة العودة الكبرى» مع إحياء «يوم الأرض» الذي يخلّد كل مارس استشهاد 6 فلسطينيين دفاعا عن أراضيهم المصادرة من سلطات (إسرائيل) سنة 1976.