سلّطت صحيفة «فويس أوف أميركا» الضوء على المناخ القمعي الذي تمر به مصر حاليًا وجهود أعضاء داخل الكونجرس لحثّه والإدارة الأميركية على ضرورة التدخل لإجبار السيسي على تحسين المناخ الأمني والحقوقي في مصر، وفرض قيود صارمة لضمان نزاهة الانتخابات، ومنع تعديل الدستور للحد الذي يسمح للسيسي بأن يحكم للأبد.
وأضافت، وفق ما ترجمت «شبكة رصد»، أنّ المصريين في الخارج الآن يصوّتون في الانتخابات المستمرة منذ السبت وتنتهي اليوم الأحد، وسيفوز فيها عبدالفتاح السيسي أمام منافسه الصوري موسى مصطفى موسى، الذي أيده قبل أن يعلن ترشحه للانتخابات.
ولفتت الانتخابات المصرية أعضاء الكونجرس الأميركي إلى جانب المصريين المغتربين، وقال النائب الديمقراطي «جيم ماكجفرن»، من ولاية ماساشوستس، إنه وزملاءه بدآ بالفعل في صياغة مشروع قانون لمعالجة المخاوف المتعلقة بإجراء انتخابات نزيهة في مصر، مضيفًا: بالرغم من كون مصر حليفًا استراتيجيًا ومقربًا لأميركا؛ لدينا والكونجرس مخاوف بشأن الأحداث التي سبقت الانتخابات المصرية.
تخويف واعتقال
وأضاف السيناتور الأميركي أنّ التطورات الأخيرة، بما فيها ترهيب جميع مرشحي الرئاسة المصريين واحتجازهم، وكذلك المعارضين الموثوق فيهم، بجانب القيود المفروضة على المنظمات الأهلية غير الحكومية؛ جميعها تقوّض مصداقية الانتخابات الحالية.
وقال إنّه لا يجب التغاضي عن «الإجراءات والسياسات التي تعزز النزعات السلطوية في مصر، وتزيد من إضعاف حكم القانون».
وانتخب السيسي في 2014 بعد أن قاد انقلابًا عسكريا أطاح بالرئيس المدني محمد مرسي.
مخاوف بشأن الانتهاكات
توجّه هذا الأسبوع أميركيون من أصل مصري إلى مبنى الكابيتول في العاصمة واشنطن لمناقشة المشاكل التي يرونها بشأن الانتخابات؛ من بينهم آية حجازي، التي سجنت في مصر بتهم باطلة تضمنت إساءة معاملة الأطفال، واحتجزت ثلاث سنوات، قبل أن يتدخل دونالد ترامب للإفراج عنها أثناء زيارة السيسي واشنطن العام الماضي.
وطالبت آية المصريين من أصل أميركي بالوقوف بجانب إخوانهم في مصر، والضغط على الكونجرس والإدارة الأميركية للتدخل لوقف «خنق الفضاء السياسي في مصر»، موضحة أنها تعتقد أن ترامب يعتقد السيسي ذا دور في جعل مصر أكثر أمنًا، وبالرغم من تعاطفه الشخصي مع قضيتها؛ هناك آلاف مثلها لا يتحدث أحد نيابة عنهم.
وبالرغم من أنّها غير مؤهلة للتصويت في الانتخابات الحالية، أكّدت آية أنّه من واقع تجربتها الشخصية تعلم أن السيسي يقود حملة قمع وحشية ضد المجتمع المدني في مصر.
وأكّدت «سحر عزيز»، أستاذة القانون في جماعة روتجرز بنيوجيرسي، أنها ستقاطع الانتخابات الحالية، موضحة أنها تشعر بحق الاختيار في المشاركة؛ خاصة وأنّ الأجواء لم تمنح الفرصة العادلة للترشح في المنصب.
حماية الأقباط
يقول «مايكل مورجان»، مهاجر مصري، إنه يميل للتصويت لصالح السيسي؛ معتقدًا أنه يحمي الأقليات المسيحية في البلاد. مضيفًا: باعتباري مسيحيًا، أعتقد أنّ لدينا رئيسًا جعل المسيحيين يشعرون بأنهم جزء من مصر ويعاملون مصريين؛ خاصة بعد استهدافهم في هجمات إرهابية مؤخرًا.
واعترف مايكل بوجود مشاكل متعلقة بحقوق الإنسان، لكنه يرى أنّ حكومة عبدالفتاح السيسي تواجه تحديات؛ بما فيها التهديدات الأمنية من الجماعات المتشددة، والتدهور الاقتصادي.
لكنّ «مختار كامل»، الشريك المؤسس لمجموعة «التحالف المصري الأميركي»، أكّد أنّ هذا لا يبرر إجبار مرشحين موثوقين على الخروج من السباق الرئاسي، مضيفًا: لن أصوت؛ لأنني أعتقد أنه لا يوجد اقتراع من الأساس، واصفًا الانتخابات بالهزلية، ولا يوجد أحد يستطيع أن يأخذها على محمل الجد.
ويؤكد نشطاء حقوق الإنسان والمحللون السياسيون أنّ حكومة السيسي ضغطت على مرشحين محتملين للتخلي عن السباق، واعتقل آخرون وسجنوا. ويقول مختار وغيره من الأميركيين من أصل مصري إنّ الناخبين ليس لديهم اختيار حقيقي منذ أن شارك منافس السيسي الوحيد «موسى» في حملته الانتخابية لولاية ثانية.
تعديل الدستور
ويضيف مختار وغيره من الناخبين أنّهم يخشون أن تكون الخطوة التالية بعد هذه الانتخابات تعديل الدستور داخل البرلمان المصري للسماح للسيسي بأن يحكم مدى الحياة.
وفي هذا الشهر، بعث عشرة أعضاء ذوو نفوذ في مجلس الشيوخ الأميركي برسالة إلى وزارة الخارجية يطلبون فيها تقييم حقوق الإنسان في مصر؛ بما في ذلك حرية تكوين الجمعيات والمنظمات والتجمع السلمي والتعبير، وأعرب أعضاء مجلس الشيوخ عن قلقهم من البيئة المقيدة للإعلام، التي قالوا إنها ستجعل من المستحيل على الشعب المصري المشاركة في ماراثون ديمقراطي شرعي.