دعت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية اليوم الاثنين قادة العالم، ولاسيما مصر وتركيا وقطر الدول الأكثر تأثيرًا واهتمامًا بإنهاء الصراع الدائر في سوريا لأخذ زمام المبادرة من أجل التوصل إلى حل من شأنه أن ينهي الأزمة السورية الطاحنة.
وأكدت الصحيفة البريطانية في سياق تعليق أوردته على موقعها الإلكتروني أنه من الأفضل أن ينصب تركيز مصر وتركيا وقطر على ما وصفته المعارضة السورية بـ"المناطق المحررة" من القوات النظامية، ومحاولة إقامة مناطق حظر الطيران ومناطق آمنة.
ولفتت الصحيفة إلى أنه رغم تنديد معظم دول العالم لأعمال العنف في سوريا، إلا أن المجتمع الدولي مازال "مشلولا" أمام ويلات هذه الأزمة، التي شهدت قصف المدن وتدمير المساكن والمساجد، فضلا عن قصص الاختطاف والاعتقالات وتعذيب الأطفال اليومية.
وتابعت الصحيفة "وعقب أشهر من حالة الجمود التي خيمت على المجتمع الدولي، يبدو الوضع وكأنه على وشك أن يخيم عليه المزيد من العنف والتعقيد، ووفقا لتقديرات لجنة المفوضية العليا لشئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة فسيكون هناك نحو 700 ألف لاجئ سوري يعانون من أجل الحصول على التدفئة مع اقتراب فصل الشتاء".
وعلاوة على ذلك، فإن تصاعد حدة التوترات الطائفية دون رادع من شأنها زيادة التهديد بامتدادها إلى الدول المجاورة، الأمر الذي سيؤدي بدوره إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة بأكملها حسبما قالت الصحيفة.
ورأت الصحيفة أن الهجمات الأخيرة عبر الحدود بين تركيا وسوريا يمكن أن تكون بمثابة الشرارة التي تزيد من اشتعال الصراع، مؤكدة ضرورة أدارك عواقب ونتائج أي رد فعل يتم اتخاذه من قبل تركيا وحلفائها في المنطقة ودعم المجتمع الدولي لأن أي رد فعل خاطئ من شأنه أن يسهم في زيادة اشتعال الموقف وليس تهدئته.
وأشارت الفاينانشيال تايمز إلى أن تولي هذه الدول الثلاث زمام الأمور لا يعني بدوره تقاعس الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين عن العمل بشأن سوريا، وإنما يؤكد ضرورة بذل مزيد من الجهد من قبلهم لتوفير السبل لدعم هذه الدول الإقليمية من خلال مساعدتهم على تنسيق المساعدة التي تحتاج إليها المعارضة.