بدأ وزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران محادثات في أستانة، الجمعة، بشأن الأزمة السورية بغياب الأطراف السورية، وغياب مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا.
وفي مؤتمر صحفي مشترك بين وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف، وتركيا مولود جاوش أوغلو، وإيران محمد جواد ظريف، في ختام الاجتماع الوزاري الثلاثي، حذّر جاوش أوغلو من أن الوضع في الغوطة الشرقية بسوريا يتجه صوب كارثة إنسانية، وفقا للأناضول.
وقال وزير الخارجية التركي: «تحدثت مع الوزيرين (لافروف وظريف) من أجل تحسين الوضع الذي تسبب به النظام في الغوطة، وأكدنا على ضرورة التفرقة بين الإرهابيين والمدنيين».
وأضاف «ترى تركيا أنه من غير المقبول قصف المدنيين دون تفرقة تحت ذريعة مكافحة الإرهاب. نحن عازمون على فعل كل ما يلزم من أجل الحيلولة دون تكرار سيناريو حلب في الغوطة الشرقية».
اتهم وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، دولا غربية بالسعي «لحماية الإرهابيين في الغوطة»، وحذّر من عواقب توجيه ضربة عسكرية لدمشق.
وقال لافروف: «نرى قراءة أحادية للوضع حول الغوطة الشرقية، تذكرنا بما جرى في حلب الشرقية (في عام 2016). هناك حرص واضح لدى بعض شركائنا الغربيين على حماية الإرهابيين، وجبهة النصرة في المقام الأول، من الضربات والحفاظ على قدراتهم القتالية، باعتبارهم يؤدون دورا استفزازيا في مخططات المخرجين الجيوسياسيين الغربيين، الذين يسعون وراء أي شيء ما عدا مصالح الشعب السوري».
وأشار لافروف إلى أن موسكو ستستمر في دعم «الحكومة السورية في جهودها الرامية إلى تأمين خروج المدنيين ووصول المساعدات الإنسانية وإجلاء الجرحى والمرضى من الغوطة»، ولفت إلى مغادرة أكثر من 12 ألف مدني الغوطة، الخميس، إضافة إلى دخول قافلة إنسانية إلى مدينة دوما، تحمل 137 طنا من المساعدات.
قال ظريف، إن اجتماعات أستانة يجب أن تستمر «حتى انتهاء احتلال الإرهاب للأراضي السورية»، واعتبر أنه منذ بدء اجتماعات أستانة وسّعت قوات النظام سيطرتها على مناطق شاسعة من سوريا.
وأضاف ظريف «تقدم الجيش السوري وانتصاراته المستمرة على الإرهاب أسهمت باستمرار اجتماعات أستانة».
ولفت إلى أن «اجتماعات أستانة»، استطاعت أن تقدم أمورا جيدة للشعب السوري خلال عام.
ووفقا للبيان الختامي، فإن الجولة المقبلة من محادثات أستانة بشأن سوريا، ستعقد في منتصف مايو المقبل.
وترعى الدول الثلاث، منذ يناير 2017، محادثات في أستانة بين الحكومة السورية والفصائل المعارضة، وتم التوصل في مايو إلى اتفاق لخفض التوتر يسري حاليا في 4 مناطق سورية.
وكان آخر لقاء للدول الضامنة، يومي 21 و22 ديسمبر 2017 في أستانة من دون تحقيق تقدم ملموس نحو حل النزاع الذي أوقع اكثر من 340 ألف قتيل منذ العام 2011.
ولم يشارك دي ميستورا في محادثات الجمعة رغم دعوته؛ وذلك لإصابته بوعكة صحية، بحسب ما أعلن مكتبه الخميس، مضيفا أن نائبه رمزي عز الدين رمزي سينوب عنه.